د. معتصم الدرايسه
يلجأ بعض المحاورين ممن يفلسون في اقناع الطرف الآخر المشارك في الحوار او النقاش للسباب والشتم ليدللوا على انهزامهم وانحطاطهم الاخلاقي، فالثرثرة اللسانية وعدم ضبط اللسان ليسا الا نوعا من التفريغ الانفعالي والافلاس العاطفي.
والمبادرة بالسباب والشتم في الحوار مهما احتد النقاش ليس الا دليلا على محاولة المحاور الشتّام على تفريغ عقده وضغوطه النفسية نتيجة عوامل نفسية او اسرية في حياته الشخصية.
والمحاور المحترم هو من يضبط اعصابه فيتدفق بالخير ويترفق بالخلق والملاطفة في الخطاب بعيدا عن اقتناعه او عدم اقتناعه بصوابية او منطقية الطرف الآخر المشارك في الحوار.
والسُباب والشتم في الحوار ليسا الا تنفيسا عاطفيا لمن افلس في الاقناع وتفريغا لعاطفة الكراهة التي تغلي في صدره، علاوة على ان الشتم لايثبت حقا ولا ينفي باطلا بل يسئ لقذر اللسان ويشوه صورته.
ولمن لديه ولو قدر ضئيل من من اخلاقيات الاسلام، فيقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء.
ولمن لايقتنع بما يرد بالآيات والأحاديث في هذا المقام ودينه سكر خفيف، فهذا الشاعر الجزار السرقسطدي يقول:
اياك من زلل اللسان فانما……عقل الفتى قي لفظه المسموع
والمرء يختبر الإناء بنقره……ليرى الصحيح به من المصدوع