بسام السلمان
قال الرواي يا سادة يا كرام” اصل مقولة دخلنا حارة سد، انه قبل اكتر من 100 سنة كان أهل مصر ينقلون جهاز العروس لبيت العريس علي الجمال فكانوا يحضرون جملا مميزا ليكون قائدا للقافلة ويزينوه بالورد ويحملون عليه ذهب العروس ومصاغها والجمل الذي يليه يحمل صندوق العروس وفيه ملابسها وزينته، وهكذا الي أخر جمل يحمل الوقود للفرن الشعبي”أقراص الجله ” وكان جمل الجلة جمل صغير ضعيف بدون أي قيمة تذكر، لا هو للسدة ولا لعازات الزمان، فلا ينفع للسباق ولا للغزو ولا حتى للاضحية.
وفي أحد المرات كان اهل احد العرسان ينقلون جهاز العروس من بلد الي بلد أخري والمعروف عن مصر قديما انها كانت حارات ولها ابواب وكانت الحارات تكون متشابهه احيانا ً فدخلوا حاره غلط، ودائما ما تكون شوارع الحارات ضيقة لا تتسع الا لحركة جمل واحد، يقول الراوي ان الجماعة دخلوا الي نهاية الحارة فوجودها سد، يعني اخرها مغلق فمن اجل ان يغيروا خط سيرهم اصبح جمل “الجلة في الامام وجمل الذهب في اخر القافلة
ومن هنا اصبح المثل الشعبي “هو انت مولود في حاره سد ” يطلق على ضيق الأفق في الفكره والتصرفات والتخطيط وكأن الذي فيه هذه الصفات ولد في حاره السد، تلك الحارة التي جعلت الجمل القائد حامل الذهب يمشي خلف جمل الجله والذي خدمته الظروف فأصبح قائدا تمشي خلفه من لم يخدمه حظه ولم ينصفه المجتمع.
ويضيف راوي الحكاية يا سادة يا عظام أن كل الموازين انقلبت، والاسس تغيرت ولم يعد لاصحاب الفكر والرأي والشورى والقيادة مكان في زمن جمل الجلة.
ملاحظة:
هذا المقال من وحي الخيال، وأي تشابه أو تطابق بينه وبين الواقع فهو من قبل سوء الحظ ليس لي فحسب، بل لجمل الذهب نفسه.