بسام السلمان
قرأنا ونحن على مقاعد المدرسة عن صكوك الغفران وسمعنا في ثمانينيات القرن الماضي خلال الحرب العراقية الايران عن مفاتيح الجنة التي كان يصرفها الخميني للمقاتلين الايرانيين، وسمعنا عن الكثير من ابواب طلب العفو والغفران ولكني لم اسمع الى يومي هذا عن جسر اذا ما ممرت من تحته تمسح جميع ذنوبك ولو كانت مثل زبد البحر.
حدثني صديقي عن هذا الجسر وقال ” سافر احد ابناء مدينة درعا السورية الى اداء مناسك العمرة وبرفقته عدد كبير من النساء والرجال، وخلال توقفهم بقرب احد جسور مدينة مكة المكرمة، كرمها الله وشرفنا بزيارتها وزيارة بيته الحرام والطواف حول الكعبة والصلاة فيه، قال هذا الرجل وبالمناسبة كان الرجل الدرعاوي صاحب نكته، قال للنساء كل من تمر من تحت هذا الجسر تُمسح ذنوبها كلها وتٌغفر مهما كانت، وفي الليل تسللت معظم النساء للمرور من تحت الجسر طلبا للمغفرة وعندما ارادت زوجة صاحب الفكرة ان تذهب للمرور من تحت الجسر امسكها من يدها وقال لها لا تذهبي، نامي انا مسامحك.
الشاهد في هذه القصة اننا بسطاء نتقبل اي فكرة للمسامحة والمغفرة والعفو، واننا شعوب “مسكينة ” لا تقول لا مهما كانت الفكرة، والمطلوب منا تنفيذها خاصة ان كانت من قياداتنا ولو لم تكن صحيحة.
وتذكرني هذه القصة بقصة القائد الشعبي الذي طلب من مناصرية ان يحضروا له حجرا طريا من اجل ان يضع رأسه عليه وينام، يقال ان كل من كان حوله ذهب للبحث عن حجر طر وما زالوا يبحثون حتى يومنا هذا.
نحن في هذه الايام مقبلين على انتخابات مجلس النواب فهل يطلب منا حجرا طريا لاصحاب السعادة وهل ان طلبوا منا المرور من تحت جسر التصويت نمر بدون تفكير؟
ام يكون لنا رأي اخر ونقول لمرة واحدة لا للغلطان ولا لمن يحاول ان يستغلنا؟
هل نمسك بيد بعضنا البعض ونتسامح بدون ان نمر من تحت جسر الغفران؟.
ملاحظة:
هذا المقال من وحي الخيال، وأي تشابه أو تطابق بينه وبين الواقع فهو من قِبلْ سوء الحظ ليس لي فحسب، بل لجسر الغفران نفسه.