158
بسام السلمان
ارسل لي الصديق بسام ابو سرحان هذه القصة
يقول دمنة للأسد الملك في الكتاب الشهير «كليلة ودمنة»: «يا مولاي زعموا أن ثعلباً أتى طبلاً معلقاً على شجرة، وكلما هبت الريح على قضبان تلك الشجرة، حركتها فضربت الطبل فسمع له صوت عظيم باهر، فتوجه الثعلب نحوه لأجل ما سمع من عظيم صوته، فلما أتاه وجده ضخماً فأيقن في نفسه بصيد وفير مليء بالشحم واللحم فعالجه حتى شقه ففوجئ بأنه أجوف لا شيء فيه.. فقال: لا أدري لعل أفشل الأشياء أجهرها صوتاً وأعظمها جثة!!
قول «دمنة» هذا يتماشى مع المثل الشهير: «البراميل الفارغة هي الأكثر ازعاجا بصوتها». ولان لكل قول دلالات وتلميحات فأعتقد أن دلائل هذا القول واضحة وضوح الشمس لو تم تطبيقها على عينات من البشر التي لا تمتلك في هذه الدنيا من مؤهلات سوى الصراخ والكلام بصوت عال للوصول الى مبتغاها، بينما هي في الواقع شخصيات خاوية الفكر وفارغة المحتوى، ينطبق عليها تماما قوله تعالى: «كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ “!! .. فالشخص المنتج الناجح هو الذي يجعل الآخرين يتحدثون عن انجازاته بعد ان يلمسوها واقعا حقيقيا على ارض العمل، اما من يتباهى دائما بنجاحه، فانه في النهاية، لن يستمر كونه برميلا فارغا او طبلة تلعب بها الرياح..
وكأن الطبل الانتقالي أفشل مكون سياسي واعلاها صوتا واكثرها ضجيجا يمتلك ترسانة اعلامية تنسب كل انتصار لها وكل فشل لغيرها فهو كالطبل الاجوف لن تجد فيه شيء غير الضجيج .
مثلنا في ذلك يضرب لمن يملك صوتا لا يتناسب مع قدراته وهدفه في ذلك التعمية وإثارة الغبار.
ولم أعرف من كان يقصد ذلك الثعلب هل تعرفون؟”
معقول ايران وردها على شو اسمها؟
ملاحظة:
هذا المقال من وحي الخيال، وأي تشابه أو تطابق بينه وبين الواقع فهو من قِبلْ سوء الحظ ليس لي فحسب، بل للثعلب نفسه.