154
بسام السلمان
العيسوي احد ابطال فيلم “الدادا دودي ” بطولة ياسمين عبد العزيز وسامح حسين الذي قام بدور العيسوي.
وهذا ال “عيسوي” كان يعمل بكراج الفيللا التي يمتلكها ضابط الشرطة، شاب منحوس تقع له عدة حوادث ومشكلات، إلى أن تأتي ياسمين عبد العزيز التي تعمل “دادا” للأولاد لتزيد من تعاسته ومشاكله في إطار كوميدي.
العيسوي في فيلم الدادا دودي يمثل المواطن العربي المنحوس المتعوس الذي اينما تحرك اصيب في رأسه وفي جسده وفي رزقه وفي مشاعرة وحتى عندما يعمل جاسوسا للسلطة وطلب منه صاحب البيت بمراقبة الدادا فقد اصيب باصابات بليغة ولم يحمه الضابط بل قرعة ولامه على التدخل فيما لا يعنية.
اتوقع ان كاتب السيناريو والمخرج ارادا من شخصية العيسوي الحديث بطابع كميدي عن معاناة المواطن العربي وتعرضه للكثير من الالم حتى عندما ينفذ اوامر سلطانه وسيده ومن يعمل عنده، وحتى عندما اراد ان يفرح مع سيده واطفاله تعرض في آخر مشهد من الفيلم للدهس واضطر للهروب من العائلة التي كان يريد ان يفرح معها، وكأني بهذا العيسوي ممنوع من الفرح والسعادة والسرور من يوم ولادته حتى موته، فالمنحوس منحوس حتى لو علقوا على راسه فانوس.
وعلى ذكر المثل يروى أن رجلا غنيا كان لديه ولدان أحدهما فقير فتساءل الناس عن حال ولده الفقير ولماذا لا يساعده، بإعطائه بعض ما عنده من أملاك واموال، فكان يرد عليهم أن النحس ملازم لابنه، فاقترح عليه البعض أن يساعده، فقال لهم الأب: ساعطيه بعض المال، حيث سأضع فى طريقه لصلاته إلى الفجر، صرة من النقود، فاذا وجدها ستكون من نصيبه وعند صلاة الفجر وضع الاب النقود في الطريق بحيث يعثر عليها، ابنه، ولكن عند صلاة الفجر، طرق ابنه الفقير على جاره الباب، ليصطحبه معه إلى المسجد، ومشى الاثنان معًا، إلى المسجد، وفي الطريق قال الابن الفقير لصاحبه: هل تعلم إنى أحفظ طريق المسجد عن ظهر قلب، حتى إننى أستطيع الوصول إليه، وأنا مغمض العينين ؟، فرد عليه صاحبه: لا تستطيع ذلك، فقال له الابن الفقير: ليكن ذلك !، ومشى إلى المسجد وهو مغمض العينين، وبجانبه صديقه.
وأثناء مشيهما سويًا، وجد الرجل الآخر المال في الطريق، فأخذه لنفسه، لأنه هو الذي وجده، وكما يقال: راحت على صاحبنا.
وبعد أن علم الأب الغني بما حدث مع ابنه الفقير، قال لأصدقائه جملته الشهيرة، المنحوس منحوس ولو حطوا على راسه فانوس.
وللامانة ليس كل عيسوي مثل هذا العيسوي، ولكن كل الشعوب منحوسه بفانوس وبدون فانوس.