كامَلا ترَمب أم دونالد هارِس

الأستاذ الدكتور ناصر نايف البزور
الشعوبُ العربية مُنهمكةٌ وغارقةٌ حتَّى الثمالة بل حتّى “الهبالة” بنتائج الانتخابات الأمريكية التي ستجري بُعيدَ ثلاثة شهور؛ ولسانُ حَالهم ومَقالهم يتساءل: كامَلا أم ترمب… حتّى أن بعضنا لا يعرف أسماء هذين المرشّحَين بشكلٍ دقيق “كامَلا ترَمب أم دونالد هارِس”، بعكس الأسماء…😃 والعربُ بذلك يُطبِّقون مَنهجيّتهم الصِبيانية المُضحكة المُعتادة في تقديرِ الأمور كعادتهم في اتّخاذ الكثير من القرارات وحَسمِ التوقّعات: بِتحِبّني ولاّ ما بِتحِبّني… أو قمحة؛ شعيرة…🤔
يا جماعة أمَا آنَ لنا أن نفهمَ أنَّ صانعَ السياسات الخارجية في الولايات المتّحدة هو المجلس القومي ومَن حَولهُ ومَن خَلفه مِن مراكز القوى السياسية والاقتصادية والإعلامية واللوبيّات المُنبثقة عن ذلك في أروقة مجلس الشيوخ والكونجرس…🤔🤔 وبالتالي، فأنَّ أيَّ رئيس للولايات المتّحدة هو مُجرَّد مًنفّذ لهذه السياسات التي تضعها مراكز القوى، لا أكثَر ولا أقل…🤔
فكفانا حُمقاً وتحليلاً على أساس “قمحة ولاّ شعيرة”؛ فقد تمَّ تقسيم أوطاننا وشعوبنا منذُ عشرات السنين وفق مُخطّطات منهحيّة ثابتة ومستمرّة ولم يبقَ لنا في قفار أرضنا اليباب لا قَمحاً و لا شعيراً…🤔 والقادمُ سيكونُ “عبوساً قمطريرا” إن لم نُفِق مِنْ غَفلتنا، “يا أمّة ضحكت من جَهلِها الأُمَمُ”، كما قالَ المُتنبي قبلَ ألف عام…🤔🤔
وبعدَ كلّ هذا فنحنُ نخوضُ حروباً طاحنةً بيننا هذه الأيّام حول الانتخابات البرلمانية وكأنّ نتائج هذه الانتخابات مهما كانت سَتغيِّرُ شيئاً على الساحة المحلّية أو الإقليمية أو الدولية… حتّى طغَت انتخاباتنا البرلمانية على الانتخابات الرئاسية الأمريكية…🤔 وحتّى نكونَ واقعيّين دعونا نسأل أنفسَنا بعضَ الأسئلة التي تهمّ جميعَ أبناءِ الشعب الأردني:
* هل يستطيعُ أيّ مجلس نُوّاب لدينا أن يقومَ بتخفيض تسعيرة الكهرباء…🤔
* هل يستطيعُ أيّ مجلس نُوّاب لدينا أن يقومَ بتخفيض تسعيرة الديزل والبنزين…🤔
* هل يستطيعُ أيّ مجلس نُوّاب لدينا أن يقومَ بتخفيض تسعيرة اسطوانة الغاز…🤔
* هل يستطيع أيّ مجلس نُوّاب لدينا أن يقومَ بتخفيض تسعيرة الدواء…🤔
* هل يستطيعُ أيّ مجلس نُوّاب لدينا أن يقومَ بتخفيض ضريبة الدخل على الأفراد…🤔
* هل يستطيعُ أيّ مجلس نُوّاب لدينا أن يقومَ برفع ضريبة الدخل على البنوك…🤔
* هل يستطيعُ أيّ مجلس نُوّاب لدينا أن يقومَ بحجب الثقة عن أيّ حكومة وتنحية رئيسها…🤔
* هل يستطيعُ أيّ مجلس نُوّاب لدينا أن يقومَ بحجب الثقة عن أيّ وزير وعزله…🤔
* هل يستطيعُ أيّ مجلس نُوّاب لدينا أن يقومَ برفع رواتب الموظّفين أو المتقاعدين…🤔
* هل يستطيعُ أيّ مجلس نُوّاب لدينا أن يقومَ بتخفيض أسعار الساعات والرسوم الدراسية في الجامعات…🤔
طبعاً، فمجلسُ النوّابِ يستطيعُ أن يفعلَ كلَّ ذلك وفقَ الدستور الأردني؛ ولكن هل سَبقَ لمجلسنا المُوقَّر أن فعلَ ذلك انتصاراً لهذا الشعب الكادح… كلّا… كلّا… كلّا…🤔 وهل تتوقّعون أن يفعلَ المجلسُ القادم ذلك… كلّا… كلّا… كلّا…🤔
إذاً، لماذا كلّ هذا الاقتتال وهذا الاحتراب حولَ هذه الانتخابات التي لن تُغيِّرَ شيئاً جوهرياً في أمور معاشنا…🤔 يا سادة، دعونا نَنتخبُ ونمارسُ حَقّنا الديمقراطي الدستوري بسلاسة ودونَ منازعات ودونَ تشنّجات ودونَ انقسامات بيننا قد تُسيء لتماسك نسيجنا المُجتمعي… وكما يقولُ الإنجليز والأمريكان: Take it Easy, People… أو كما قالَ الأجدادُ: حَنانَيكم، حَنانَيكم…🤔 فزمالتُنا وصَداقتُنا وجيرتُنا وأخوّتُنا أهمُّ بكثيرٍ مِن أيّ انتخابات…🤔 #للعقول_الراقية