الرئيسية / منوعات / 2.726 مليون من سكان الاردن عازبون وعازبات

2.726 مليون من سكان الاردن عازبون وعازبات

تختلف العادات والتقاليد في مجتمعنا لكن هذا المجتمع يتفق في المغالاة في المهور في تكاليف الزواج والارتفاع غير المعقول فيها والذي لايتوقف عند أجور الشقق وغير ذلك من مصاريف ضرورية لاتمام الزواج، مما جعله كابوساً يلاحق غالبية الشباب خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة.

التقارير التي ظهرت مؤخراً حول ذلك، تستدعي التحرك السريع والفعال لمواجهتها بعد ان تبين عدد العازبين في الأردن، حسب جمعية معهد تضامن النساء الأردني في تقريرها الاخير.

حيث يوضح التقرير، انه، بحسب الجنس فإن 1.411 مليون أنثى تزيد أعمارهن 35 عاماً فأكثر مقابل 1.616 مليون ذكر، هذا ما جاء في المؤشرات الجندرية لعام 2018 والصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة.

وأشارت “تضامن” أن نسبة الذين أعمارهم فوق 35 عاماً ولم يسبق لهم الزواج بلغت 119.9 ألف إمرأة و 77.6 ألف رجل، وبلغ متوسط العمر عند الزواج الأول في الأردن حتى نهاية 2018 بحدود 29.3 عاماً لكلا الجنسين، إلا أنه أعلى عند الذكور (31 عاماً) من الإناث (26.6 عاماً).

وأشارت الأرقام الى إنخفاض غير مسبوق على عقود الزواج المسجلة في الأردن عام 2018 حيث وصل الى مستويات عقود الزواج المسجلة لدى المحاكم الشرعية خلال عام 2012 ،وبلغت عقود الزواج في 2018 وفقاً للتقرير السنوي لدائرة قاضي القضاة الى 70734 عقداً بإنخفاض بنسبة 9% مقارنة مع 2017 حيث بلغ 77700 عقداً.

المؤشرات الجندرية لعام 2018 والصادرة عن دائرة الإحصاءات حول “الحالة الزواجية في الأردن تشير الى وجود مليون عزباء، وبينت “تضامن” في تقريرها ان تقارير دائرة الاحصاء للحالة الزواجية للإناث 2018 تشير الى وجود مليون عزباء اما الحالة الزواجية للذكور فتشير الى وجود 1.6 مليون عازب.

وتشير “تضامن الى أن 2.726 مليون من السكان عازبون وعازبات، وبتحليل الحالة الزواجية للإناث اللاتي أعمارهن 15 عاماً فأكثر يتبين بأن 34.9% منهن عزباوات وبعدد 1.010 مليون، فيما أظهرت النتائج الخاصة بالذكور بأن هنالك 44.9% منهم عازبون وبعدد 1.635 مليون

دانيا عبدالله قالت، أن بعض الأهالي يسعون الى تأجيل مشروع الخطبة أو الزواج حتى الانتهاء من المرحلة الجامعية حتى يكون لها سند وظيفي وعملي، خصوصاً وأن العصر، على حد قولها، مليء بالتناقضات، وترى أن هدفها الحالي يتمثل في تحقيق طموحاتها العلمية، ثم التفكير بعد ذلك في أمر الزواج، مشيرة إلى أن العنوسة لا علاقة لها بهذا الموضوع تماماً، كما أنها تؤمن بأن الزواج قسمة ونصيب في النهاية.

اماني عميرة تقول، أن لكل مرحلة عمرية لها دور بحياة الانسان، في البداية الدراسة وبقصد العلم والتعلم ليس فقط شهادة ن له دور كبير بصياغة شخصية الانثى وتعزيزها حتى لو كان جمالها عادي، وبالتالي ياتي الزواج ومصطلح “العنوسة “مرفوض جملة وتفصيلا، وانا افضل ان ابقى دون زواج ولا اكون ضحية زواج فاشل.

عرين مروان اوضحت، حتى تستطيع الام تدريس اطفالها من الضروري أن تكون متعلمة لان المناهج الدراسية ليست سهلة، وقالت ان ليس هناك فتاة عانس بل هناك فتاة لم يأتي نصيبها فقط.

أما جنان شتيات قالت ان الزواج نسبي حسب ظرف البنت، أحيانا تكون الدراسه لوضعها أهم وأحيانا تحكم عليها الظروف ويكون لها الزواج أهم.

“ما في مصاري بكل بساطه” عبدالله المجالي قال، مؤكدا انه حتى لو قبلت الفتيات الزواج دون مهر وذهب “كمان ما بينفع” لان اغلب الشباب حاليا رواتبهم بالكاد يصرفونه على الدخان وبنزين السيارة

احمد سليم الشياب قال، الشباب “طفرانه ومعهاش تحلق”، والبنات يردن “المارد ابن المصباح لتحقيق احلامهن” واضاف، ان المهور مرتفعة جدا ويصعب تجميعها والحصول عليها يستوجب اللجوء لللقروض ذات الفوائد العالية مما يزيد العبء على الشباب والرواتب المتدنية لا تسمح بتحمل الاعباء الشهرية.

محمد سليمان قال، من وجهة نظري، بعض الشباب يبالغون بالمواصفات الخارجية بعيدا عن الواقع، “فيجب ان يكون دخل عملها مرتفع وان تكون بمواصفات جمالية خارقة بعيدة كل البعد عن الواقع”، مضيفا الامر ذاته لا يختلف بالنسبة للفتيات فهي ايضا تريده ذو مواصفات خيالية وان يمتلك منزل وسيارة ويجب عليه تحقيق ما استصعب عليها، متناسية ان الوضع الاقتصادي لايسمح للشاب ان يمتلك بيت وسيارة بل بالكاد يسمح له للاستئجار.

المختص في علم الاجتماع الاستاذ الدكتور حسين الخزاعي، أكد “للأنباط أن السبب الرئيسي والأهم هو العامل الإقتصادي الذي جعل اعتبار الزواج للشاب الأردني ليس ضروريا ولا حاجة له.

واشار إلى ارتفاع تكاليف المعيشة بالأردن بشكل عام، بدءا من الارتفاع الفاحش بأجور الشقق واحتياجات تأسيس أسرة من أثاث وغيره، مرورا بارتفاع أسعار السلع بشكل عام، وانتهاء بتكلفة التفكير بالإنجاب سواء من حيث الأجور الطبية والمستشفيات أو ارتفاع أسعار مستلزمات العناية بالطفل، وحتى تكلفة التعليم المرتفعة.

واكد ان الشاب الاردني واع لمثل هذه المشكلات، فكيف له الزواج اذا لم يتمكن هو من العيش اولا؟، وذلك في ظل انخفاض الاجور وارتفاع تكاليف الحياة وزيادة البطالة التي بلغت نسبتها 43% ، مشددا الخزاعي على أهمية دور الدولة الأساسي في تيسير سبل الزواج وذلك عبر إنشاء صناديق خاصة بدعم المقبلين على الزواج بالاضافة الى رفع الحد الادنى للأجور وعلاج مشكلة البطالة.