الرئيسية / كتاب الموقع / لحظات مع دموع معلمة

لحظات مع دموع معلمة

الدكتور علي الياسين
قالت وقد كانت تمطر غضبا وقهرا,تبكي حاضرها ومستقبل امة قد تفقد طريق عزتها وكرامتها, تبكي وطنا يحكمه اللصوص الذين سرقوا احلام الوطن بكل من فيه وما فيه, تسلطوا وتجبروا وخلت لهم الطريق فنهبوا وسرقوا وهربوا وتاجروا وملئوا جيوبهم بما طالت ايديهم النجسة , ووقفوا يبكون وطنا على باب السلطان, كان الله في عون السلطان ايكفكف دمع من ائتمنهم على هذا الوطن ام يكفكف دموع شعبا ما تزال اصواتهم تسبح في سما البؤس والقهر والجوع ونفاذ الصبر الساكن في صدورهم العارية,
تاملت قولها وبتنهيدة هزت عرش صمتي وقهري المزمن .. لك الله يا وطني
من خلال النظرة السريعة لحال الوطن والمواطن تجد أمامك من يبث القلق فى العقول.. ويعمل أحياناً كثيرة على بث الإحباط فى النفوس، لتتحول الصورة إلى حالة رمادية تزيد من روح التذمر، وتراكم اليأس، وتمهد لضياع الأمل.. قطعاً هى الحرب الأخطر والأصعب لأنها للأسف من نوع جديد.
الوطن ايها السادة يواجه عددا من الضغوط… ولكن هناك من هم صامدون… وبإصرار يجتهد… ويواجهه قدر الإمكان ليدير الدفة بعيداً سيادته وامنه، ويبادر ويمتص الصدمة، بالنفس الطويل.. قليل من الصبر وكثير من الإيمان.. والثقة بين الشعب والقيادة.. وحتى لا تهاون فى مصير الوطن، نعم فضياع البوصلة من ضمن أهداف وأساليب الحرب النفسية الحديثة التى نعيشها هذه الأيام من قبل عدد من الأطراف التى تدور من حولنا.
علينا قطع الطريق على الجميع والعمل على تنفيذ خطة سريعة.. لا مجال لكسب الوقت والتراخى فى الحل، نبحث عن مبادرة جدية ,للكثير من الامور الشائكة كحال المعلمين والاطباء والممرضين وغيرها , فهناك من يخطط لإسقاط هيبة الدولة الاردنية الصامدة امام شعبها ليسهل عليها الاختراق والفوضى، .. فحماية الوطن تأتى بالاستقرار الامني والاقتصادي والاجتماعي وثقة الشعب بحكامه
من ناحية اخرى اقتبس من قول لسياسي امريكي خبير بشؤون العرب قال أن تمادي الحكومات العربية في التسلط والاستبداد يتناسب مع تساهل الشعب! ولدى حكومتنا شعب متراخ يمثل حلم أية حكومة فاسدة ويدفع حتى بغير الفاسدة إلى الفساد والتمادي في الفساد. شعب يقنعه أي كلام . شعب لم يفسد تراخيه الحكومة فقط، بل وكل ممثليه في البرلمان، فهو يسمح لنوابه أن يتجادلوا ويصوتوا، دون أن يتساءل أو يريد أن يعرف من صوت على ماذا دون أن يحرك ذلك الشعب ساكنا
اخيرا اقول حمى الله الوطن , وللحفاظ عليه يحتاج الى كل استاذ ومعلم وطبيب ومهندس, وليس لمجموعة من الفاسدين او هواة السرقة في عز النهار , ولا نريد ان نقف يوما على الاطلال نبكي وطنا اضعناه , عندها لا عزاء لمن فقد وطنه.