الرئيسية / كتاب الموقع / ولقد كرمنا بني آدم

ولقد كرمنا بني آدم

( ولقد كرمنا بني آدم)

 

الحمد لله الذي كرمنا على كثير من خلقه والصلاة والسلام على خيرته من خلقه سيدنا محمد وآله وصحبه ومن اتبع هديه وبعد:

فإن هذه الكلمات القرآنية وما فيها من دلالات عظيمة دفعتني لأكتب هذه المقالة في هذه الليلة ليلة الجمعة المباركة

من المفيد أن أرتقي في كتابة المقالة وأتحدث مع أهل اللغة والبيان ليتذوقوا ما في الآية الكريمة من إيجاز وإعجاز

أولاً: أقسم الله تبارك وتعالى بقوله( ولقد) فهذه اللام واقعة في جواب قسم محذوف تقديره :” والله لقد”

والمعنى : الله سبحانه يقسم على تكريم بني آدم

ثانياً: هذا التكريم الذي أكرمنا الله به جاءنا من إضافة ( بني) لنبيه ورسوله آدم عليه السلام فالاضافة فيها تشريف وتكريم

ثالثاً: هذا التكريم ظاهره الإطلاق لكل إنسان لأن الإنسان والنَّاس والبشر كلهم من آدم وآدم من تراب، وتكريم بني آدم إنما يتأتى بالمحافظة على آدميته والبعد عن أخلاق إبليس العدو الأول لآدم أب البشر جميعاً

إذن يجب على الإنسان أن يحقق العبودية لله تعالى لأنه – أعني الإنسان- خلقه ربه في أحسن تقويم ونال التكريم من إضافته لأبيه وأبي البشر آدم عليه السلام

فحري به أن يرعوي ويتذكر بأنه إنسان ضعيف في جسده

فقير إلى ربه

فلم التكبر؟!

بعد هذا الشرح الوجيز أقول:

أيها الإنسان المتكبر المغرور أذكرك بما أنت فيه الآن

٠ ألست خائفاً من فيروس صغير جداً ينشطر ويتكاثر دون خوف منك بل يجعل جسدك عشاً للولادة فأين قوتك التي تدعيها ؟ وأين سطوتك على أخيك الإنسان ؟

٠ ألست تسأل الإنسان الذي سددت سلاحك نحوه تسأله أن يخلصك من عدوك الفيروس

بأي دواء ليريحك من لأواء هذا الداء

٠ ألا تفتح عقلك وتؤمن بربك الذي خلقك في أحسن تقويم وقد ابتلاك الآن بما لا يراه بصرك ومع ذلك توقن أن هذا الذي لا تراه يفتك بك

٠ أما آن لك أن تؤمن بخالق الأرض والسموات والنباتات وكل شيء وهذا الفيروس هو شيء مخلوق وأنت تؤمن بأنه مخلوق

٠ ألا تقبلون نصيحة أخ لكم أبوه الأول آدم عليه السلام كما هو أب لكم

٠ أما آن لنا معشر المسلمين عامة والدعاة خاصة أن نقتنص هذه الأيام لندعو الناس إلى الإسلام لنجدد عهد أجدادنا الصحابة رضي الله عنهم في الدعوة بالتي هي أحسن

والله أسأل أن يرفع هذا الوباء ويهدي الناس لطاعة رب الناس

وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم

أخوكم / شحادة العمري

الخميس

٨ شعبان ١٤٤١

٢ نيسان ٢٠٢٠