الرئيسية / كتاب الموقع / وقـفـــــــة تأمـــــل …

وقـفـــــــة تأمـــــل …

inShare
Share on Tumblr
أيمن الشبول

أود أن أقف معكم وقفة تأمل سريعة مع هذا الحديث النبوي الشريف … قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه يهودي : تعال يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله !” ، … وفي لفظ مسلم : “لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد” , * إننا لا ندري متى تتحق هذه البشرى النبوية للمسلمين .. والتي يسلط الله خلالها المسلمبن على اليهود ليبستأصلوهم وليزيلوا شرورهم من ديار الإسلام … فهذه البشرى وبحسب الحديث الوارد ستكون في آخر الزمان … ونحن وصلنا اليوم لآخر الزمان بعد أن ظهرت كثير من إمارات الساعة المذكورة في الأحاديث الشريفة … ( ولكن لا يجوز لنا كمسلمين الجلوس والانكفاء عن مجاهدة اليهود الغاصبين للقدس ولفلسطبن انتظارا لهذه البشرى النبوية … فالمسلم يبريء ذمته أمام الله ويؤدي دوره وواجبه كاملا في هذه الحياة … ) . ** نلاحظ بأن رسول الله استثنى شجرة الغرقد من مناصرة الحق وأهله … لكي يترك للباطل وللشيطان فسحة صغيرة للعمل … وليختبر ومن خلالها طاعة والتزام الانسان المؤمن لربه … وهذا الاستثناء وجد منذ خلق الله آدم عليه السلام … حين أباح الله له ولزوجه أكل كل شيء مخلوق في الجنة ، ولكنه استثنى شجرة واحدة فقط … لكي يترك للباطل وللشيطان فسحة صغيرة للعمل ، وليختبر ومن خلالها طاعة والتزام الانسان المؤمن لربه … *** إن الشجر والحجر يدرك ويعلم أين يكمن الحق وأهله .. وهذا الادراك موجود عنده وفي كل زمان ومكان … ولكنه لا ينطق ولا يتكلم ولا يشهد بالحق وللحق إلا عندما يشاء الله تعالى له أن ينطق ويشهد … وهذا سيتحقق للمسلمين في آخر الزمان عند مقاتلة اليهود …وسيحصل يوم القيامة عندما يشهد كل شيء على الإنسان وبما كان يعمل … *** إن الشجر والحجر سينادي المسلمين الرحماء بكل شيء خلقه الله تعالى … الشجر والحجر سينادي المسلمين الملتزمين بوصايا رسولهم عليه الصلاة والسلام : ( لا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة … ) … فأخلاق المسلمين لا تتبدل في السلم وفي الحرب ، وهم ينتقون أهدافهم القتالية بدقة ويمتنعون عن القتل الجماعي ; وعن الحروب العشوائبة والتدميريه … فالمسلمون ينتظرون ويتمهلوا كثيرا كي لا يظلموا ويتجاوزوا … وعاقبة التأني وطول التحري أن يناديهم الشجر والحجر لفتل اليهودي المغتصب والمختبيء … ولكن حروب أهل الشرك والباظل شاهدها الجميع ؛ فهي حروب عشوائية وتدميرية واجرامية ، شاهدناهم وهم يمسحون كل شيء أمامهم وبكل انواع الاسلحة المتوفرة لديهم … فالمهم عندهم هو تحقيق ( إنتصارهم ) السهل والسريع و بأقل الخسائر بالنسبة لهم … ولو تحقق لهم ذلك ( النصر ) المزعوم بمسح القرى والمدن فوق رؤوس الاطفال والنساء والناس الابرياء … وهذا الشيء شاهدناه في غزة وحمص وحلب والموصل وفي كثير من المدن العرببة والمسلمة … أيمن الشبول