الرئيسية / كتاب الموقع / وجهاء ومشايخ

وجهاء ومشايخ

بسام السلمان
اعتاد ابناء قرية الخربة أن يكون لهم زعماء بعدد عشائرهم، مع استثناءات محددة ومحدودة كأن ينجح واحد او اكثر من هؤلاء الزعماء في تخطي الحاجز العشائري ويتم قبوله “زعيماً” في مختلف الجهات ولمختلف العشائر.
ومن المعروف ان تلك العشائر تتنافس على كل شيء حتى على من سيكون عريفا للصف الوحيد في مدرسة القرية باستثناء المصلحة الوطنية للقرية فانها تاتي في اخر سلم اولويات هؤلاء الشيوخ سواء كانوا شيوخا سابقين او حاليين.
هذا ما قاله صديقي في جلسة ليلية استمرت حتى ساعات متأخرة.
وقال: انتهى زمن هؤلاء الشيوخ، انتهى مع غياب الزعماء الشعبين والذين يعرفهم القاصي والداني من ابناء القرية وحل محلهم الورثة او الوجهاء او الزعامات المصنعة بالدولارات ومعها شيء من الخدمات والرشى الانتخابية.
وقال صديقي الغاضب من عدم دعوته للقاءات عشائرية بدأت في القرية:
– نشهد الآن عمليات توليد زعامات بالتلقيح الصناعي، أي عبر المصاهرة او المشاركة، لكن “الزعيم المصنع” يظل عرضة للطعن بشرعيته، ويظل بحاجة للإسناد والدعم والاعتماد على الخارج والمال الاسود او ما تطلقون عليه انتم المال السياسي.
قلت لصديقي الغاضب:
– نحن احرار فيمن نختار سواء كان شيخا للعشيرة او نائبا او رئيس بلدية او حتى عريف صف بحسب وصفك.
ضحك صديقي وقال:
– نسي بعض المواطنين يا عزيزي انهم احرار، وانهم اصحاب القرار في موقفهم من هؤلاء، احدنا اذا ما زاره المسؤول في بيته اسقط خجلا كفاءته وحريته، ونسي وصار واحداً من “العبيد” التابعين يصوت بغير قناعة ثم يمضي في لوم العشائرية ولوم نفسه حتى الموسم القادم من الاختيار.
ضحكت كما ضحك صديقي، وقصدت بضحكتي امور لا استطيع التحدث بها او كتابتها، لكن صديقي كان فائق الذكاء فرد سريعا:
– ان شيوخ الثروة يحاولون شراء او الغاء دور شباب الثورة وان الايام المقبلة لن تكون مشرقة.
سالته: الا ترى معي ان اغلب الشباب يتبعون خطوات الشياب؟ الا ترى معي ان كبار المتعلمين في قريتنا اصبحوا تبعا لاميين بحجة الفوز والنجاح والذي يرون انه اهم من اختيار الشخص الكفؤ؟ الا ترى معي يا صديقي ان قريتنا الخربة اصبحت…
قاطعني صديقي وقال الا ترى معي اننا انا وانت وهو وهي وهم اصبحنا بلا ارداة وصرنا”شغل ” حكي وتنظير وكتابة على الفيس بوك؟ والا ترى معي لو ان واحد من اولئك الذين تطلقون عليهم شيوخ الدولار زار اي واحد منا فاننا نصبح من “زلمه ” والمسحجين له.
الا ترى انك يا صديقي ورطتني معك حتى انه بعد نشرك هذه المقالة لن يتبق لي صديق واحد في الخربة؟