الرئيسية / كتاب الموقع / هل ينتهي وباء كورونا من العالم؟

هل ينتهي وباء كورونا من العالم؟

رمضان الرواشدة
الأخبار القادمة من اوروبا وامريكا بشأن التوصل الى لقاح فعّال بنسبة عالية لوباء فيروس كورونا هي اخبار مفرحة للعالم حيث من المتوقع قريبا الاعلان عن البدء بتوزيع لقاحي شركة فايزر وشركة موديرنا بعد تسجيلهما رسميا لدى الهيئات والسلطات الطبية والدوائية في اوروبا وامريكا .
ومع التوصل الى هذين اللقاحين فان اسواق البورصات في الغرب سجلت ارتفاعا ملحوظا نظرا لأن ذلك يعني الانتهاء قريبا من وباء كورونا وعودة الحياة الى طبيعتها وعودة القطاعات الاقتصادية وحركة الطيران والسياحة والتجارة بين العالم والانتهاء الى الابد من الاغلاقات والحظر الشامل الذي لجأت اليه كل الدولة في بداية انتشار الوباء عالميا وعادت اليه كثير من الدول مؤخرا بعد تفشي موجة جديدة من الاصابات في دول العالم. ولكن السؤال المهم هل حقيقة سينتهي وباء كورونا خلال الأشهر القادمة ام نحن بانتظار سنوات قادمة لتعود الحياة الى طبيعتها؟
الحقيقة ان توزيع اللقاح سيحتاج الى اشهر طويلة قبل ان يصل الى دولنا في العالم الثالث نظرا لمحدودية الانتاج مقابل حاجة العالم الى مليارات الجرعات التي لن تتوفر قبل سنة او سنتين من الآن وحتى وصولها الى اغلبية مواطني دول العالم.
في حالتنا الاردنية فإن وزارة الصحة حجزت دفعة من مطعوم شركة فايزر وبما نسبة 15 الى 20 بالمائة من سكان الاردن اي اقل من مليوني مواطن سينالهم الحظ بالحصول على اللقاح والغريب ان وزارة الصحة حجزت هذا المطعوم الذي يحتاج الى درجة حرارة 70 تحت الصفر وما يتبعه من اجراءات نقل معقدة بينما لقاح شركة موديرنا لا يحتاج الى ذلك وقادر على البقاء بفاعلية لمدة ستة اشهر في درجة حرارة ثلاجة المنزل والى 12 يوميا في درجة حرارة الغرفة العادية!!.
وعلى افتراض حصول مليوني اردني على اللقاح وخاصة الكوادر الطبية المتقدمة وكبار السن والمرضى وغيرهم من شرائح فإن ذلك لا يعني اننا امام مرحلة انتهاء الوباء في الاردن اذ نحتاج الى سنة او سنتين قادمتين حتى يحصل الجميع على اللقاح وهذا يعني اننا لن نستطيع العودة الى الحياة الطبيعية في غضون سنة او سنتين . وهذا يعني ان علينا ان نعتاد الى فترة طويلة على استخدام الكمامة والتباعد الجسدي والاهتمام بالنظافة الشخصية والابتعاد عن العادات السيئة التي تنشر الفيروس بما فيها الاجتماعات والافراح ودور العزاء والاكل من صحن واحد وغيرها من عادت يجب ان تنتهي الى الابد.
والى ان يتم تطيعم كل الاردنيين باللقاح المتوقع ان يعطي مناعة لسنوات فاننا امام اوضاع سيئة ستؤدي الى تراجع الاقتصاد والحياة الاجتماعية والصحية لأننا سنبقى نراوح بين الحظر الجزئي وتمديد ساعات الحظر الليلي واحتمال اغلاق بعض القطاعات والمناطق المنتشر فيها الوباء.
الاخبار عن اللقاحين مفرحة لكن دون إفراط لان المعركة مع الوباء طويلة جدا وما زلنا في منتصف الطريق !!