الرئيسية / تكنولوجيا / مومو العابث بعقول الأطفال يثير قلق الاهالي

مومو العابث بعقول الأطفال يثير قلق الاهالي

الرمثا نت
أثارت فيديوهات مزعومة، على موقع ”يوتيوب“ تظهر عبرها شخصية ”مومو“ المخيفة التي بات اقتحامها لفيديوهات للأطفال مثيرا لقلق العديد من الأهالي.

حالةُ الذعر التي أصابت الأهالي سببها ما عرف بـ“تحدي مومو“ حيث تطلب الشخصية، من الأطفال القيام بسلوكيات غريبة تصل حد إيذاء الذات والانتحار.

انتشار التحدي على موقع ”يوتيوب“، وتحديدا عبر ظهورها خلال استعراض فيديوهات الأطفال حظي بتغطية إعلامية كبيرة من قبل وسائل إعلام عالمية، كما وزعت العديد من المدارس المحلية نشرات توعية للأهالي حول هذا التحدي، ورغم هذه الضجة الإعلامية فإن شركة ”يوتيوب“ تنفي صحة الأنباء حول ما يحيط من اخطار بهذه اللعبة.

الشركة قالت، في تغريدة عبر موقع ”تويتر“ مؤخرا: ”نريد التوضيح فيما يخص تحدي مومو: لم نر مؤخرا أي دليل لفيديوهات
ّ تروج لتحدي مومو على يوتيوب، الفيديوهات التي تروج لتحديات خطرة ومؤذية مخالفة لسياساتنا“.

نفي الشركة يتعارض مع تأكيدات أهال ، ممن قالوا إنهم شاهدوا صورة ”مومو“ تظهر في منتصف فيديوهات للأطفال
كفيديوهات ”بيبا بيج pig peppa ،”وهي فيديوهات تمكنت ”الغد“ من رصد اثنين منها. وصورة شخصية ”مومو“ هذه هي
شخصية شبيهة بالمسخ ظهرت في أكثر من فلم رعب سينمائي.

خبراء في مواقع التواصل الاجتماعي أوضحوا أن ”ما تم خلال الايام الماضية هو تحميل نسخ معدلة وغير رسمية
لأفلام كرتون، ظهرت فيها هذه الشخصية، لكن لا وجود لمقطع فيديو يروج للتحدي فعلا“.

أما مديرية الأمن العام، فأكدت على لسان الناطق الإعلامي باسمها المقدم عامر السرطاوي، انه ”لم يتم تلقي أي شكاوى في الأردن بخصوص ما يعرف بتحدي مومو“.

وقال السرطاي إن ”وحدة الجرائم الالكترونية تنبه وبشكل مستمر الأهالي بضرورة متابعة ما يشاهده الاطفال على الإنترنت وموقع اليوتيوب“، مبينا: ”بما ان العائلة أتاحت امام الطفل استخدام هذه التقنيات فهي تتحمل مسؤولية متابعة المحتوى الذي يتابعه الطفل“.

من جهتهم، يؤكد خبراء كذلك على ضرورة متابعة المحتوى الذي يتعرض له الاطفال على الانترنت، تحديدا موقع يوتيوب.
وبينوا أنه بغض النظر إن كان تحدي ”مومو“ حقيقيا أم لا ”فان العديد من المواقع التي تروج لفيديوهات للاطفال مضمونها غير تربوي ويعزز السلوكيات السلبية لدى الاطفال، لجهة العنف في بعضها، والبعض الآخر اكساب الطفل سلوكيات غير محببة
وخطيرة أحيانا“.

ويبين أستاذ علم النفس التربوي بالجامعة الهاشمية د. جلال ضمرة أنه تكررت بالآونة الأخيرة الأنباء عن وجود تحديات على
مواقع التواصل وتطبيقات على الهواتف الذكية، ”بحيث يتم الطلب من المستخدم القيام بتحديات غريبة، وصولا الى طلب
ممارسات ايذاء الذات والانتحار، ومن تلك التحديات ما عرف بالحوت الازرق ولعبة مريم وأخيرا تحدي مومو“.

ويزيد: ”لغاية الآن لا يوجد أي إثبات حقيقي يربط بين حالات انتحار الاطفال وهذه التحديات، لكن المهم التوعية من أن
هناك مضامين مختلفة على الإنترنت وأمام هذا الفضاء الواسع المتاح أمام الأطفال واليافعين فإن رقابة الأسرة أمر ضروري
ومهم“.

ويقول ضمرة: ”العديد من الفيديوهات على موقع اليوتيوب هدفها الانتشار السريع، لذلك قد نجد أن هذه الفيديوهات تحمل سمات لافتة للأطفال للألوان والحركة السريعة لكنها تفتقر للمضمون المناسب“.

ويتابع ان انشاء القنوات الخاصة على موقع ”يوتيوب“ أمر في غاية السهولة ومتاح، وهذه السهولة والتنوع بالمضمون يوفران
مادة واسعة تختلف في مضامينها، ”ومن هنا تنبع الحاجة لمتابعة ما يشاهده الاطفال على الانترنت“.

ويوضح أنه يفترض أن يتم تحديد أوقات مشاهدة الشاشات سواء التلفزيون او الانترنت، وأن ”يتأكد الاهل من المضمون وان
يكون مناسبا لعمر الطفل ولقيمه المجتمعية“.

ويقول: ”المسألة ليست فقط تحديد أوقات مشاهدة الشاشات، إنما كذلك ايجاد نشاطات للطفل تملأ وقته كالألعاب الرياضية او
تركيب الأحجيات والمكعبات وغيرها من الألعاب التفاعلية“.

أما الخبير بمواقع التواصل الاجتماعي خالد الأحمد فيؤكد ان ”ما يتم تداوله عن اختراق تحدي ”مومو“ لفيديوهات الاطفال على
اليوتيوب هي أخبار زائفة وغير حقيقية“.

لكن الأحمد يشدد في ذات الوقت على أهمية رقابة الأسرة على ما يتعرض له أطفالهم على الانترنت وتحديدا موقع يوتيوب.
ويبين: ”يمكن للعائلة اعداد قائمة محددة list play تتضمن المحتوى الذي يرغب الاهل في ان يشاهده أبناؤهم بحيث يتم تحديد
المدة الزمنية ونوعية البرامج“.

ويلفت الأحمد كذلك الى خاصيتي التبليغ عن الفيديوهات غير الملائمة، اضافة الى خاصية ”filter family ”او ما يعرف بفلتر
العائلة والذي يتم من خلاله فلترة المضمون ليناسب خصوصية الاطفال.

ويقر الأحمد بأن خاصية الفلترة غير كافية لإزالة الفيديوهات غير المرغوبة، ”من هنا يبقى خيار القوائم الخاصة هو الأنسب“.
مشيرا الى أهمية التربية الافتراضية ”أي التربية والتوعية المتعلقة بالاستخدام الآمن للإنترنت“.

وحول الرقابة على استخدام الإنترنت، يقول الخبير لدى منظمات الامم المتحدة بالوقاية من العنف، استشاري الطب الشرعي
الدكتور هاني جهشان أن الأطفال الذين لا يتمتعون بمراقبة والدية كافية أو الذين يعانون من ضعف الثقة بأنفسهم أو الذين يفتقدون الم ّوجه القوي في حياتهم معرضون بشكل خاص للعواقب السلبية المتصلة باستخدام مواقع التواصل والانترنت.

ويتابع جهشان ”هناك مسؤولية مباشرة للوالدين لحماية الأطفال من مخاطر الانترنت ومواقع التواصل، كما ان الوالدين مسؤولان عن خفض الفترة الزمنية التي يتعرض خلالها الأطفال للمشاهد التي تعظم العنف في الوسائط الرقمية المختلفة، وحظر بعضها كليا“.

ويلفت جهشان الى اهمية مشاركة الأطفال واليافعين بمشاهدة الأفلام المعرفية والوثائقية في بيئة إيجابية جاذبة وطاردة للتعود
على مشاهدة العنف والالتزام بالسماح للأطفال بمشاهدة الوسائط الرقمية واستخدام الأجهزة المختلفة حسب التصنيفات التي
تستخدم من قبل العديد من المحطات التلفزيونية، ودور السينما والشركات المنتجة، وهذا يتطلب كذلك دورا مهما للدولة في
الرقابة الصارمة.
الغد