بقلم كاظم الكفيري
يتسابق بعض الناس لسبب أو آخر في اطلاق لقب رجل الدولة على من تبوؤوا مناصب عليا أو مراكز سياسية في مواقع صناعة القرار والتأثير فيه، فمن هو المقصود برجل الدولة ؟؟
أقدم مقاربة أولية، لمفهومي لرجل الدولة، وهو رأي خاضع للاختلاف. إذ ينتشر في الأدبيات الأكاديمية للعلوم السياسية مفهوم ” النخبة ” أو ” الصفوة “، ولربما تقترب أو تبتعد هذه المفهومات عن الصياغة المتداولة لرجل الدولة. إنما رجل الدولة هو رجل (وقد يكون سيدة غير إن التذكير ينسب للمركز أو الموقع) المهمات الصعبة، الرجل الذي ينخرط ويندمج في تحقيق أهداف الدولة مصالحها العليا دون المساس بأركانها الشائعة ; الارض والشعب والسلطة والسيادة، رجل الدوله الملم بكل تفاصيلها الجغرافية وقواها العاملة، وهو عنوان لسيادة الدولة، رجل الدولة صاحب رأي ومرجع في طلب المشورة، يتمتع برؤيه لبلده، وقد ينطبق هذا الوصف على رجال عسكريين أو رجال إقتصاد وساسة وقادة رأي وفكر وإعلام وتعليم …
فهل موقع رجل الدولة يقبل الواسطة والمحسوبية ؟
وهل رجل الدولة يتجاوز القانون وهو الذي ينبغي عليه ان يحافظ عليه؟
وهل رجل الدولة يصنع فجوة بينه وبين المواطنين ؟
وهل رجل الدولة هو من يقرر في خلف الجدران ويفرضها على المواطنين؟
وهل رجل الدولة الذي يدعم فاسد وينحاز لمصالحه ؟
وهل رجل الدولة الذي يعرف المحافل الدولية والمنتديات والعواصم العالمية اكثر من جيوب واحياء الفقر والمدن التي فقدت عذوبتها وحلاوتها وقد تحول الى مدن صفيح ؟
في تاريخ الاردن رجال دولة كثر كدولة الشهيد وصفي التل ودولة الشهيد هزاع المجالي والشريف عبد الحميد شرف وعبدالحليم النمر وحمد الفرحان واكرم زعتير وسعد جمعه وسليمان عرار وعبداللطيف عربيات واحمد عبيدات.. وأجزم أن المرحوم محمود الكايد كان واحدا منهم. هذا فهمي لرجل الدولة ولكن لدينا رجل منصب تتغير أقواله بتغير موقعه أو مركزه، ولربما ينقلب عما كان يدافع عنه بالأمس.