مع الحسين

 

وصفي خليف الدعجة

كان لجلالة الراحل الكبير الملك الحسين المعظم “رحمه الله ” سطوته الكبيرة على قلوب الشعب الاردني فهو بمثابة والدهم جميعا ، فالشعب من كافة شرائحه وطبقاته يثق ثقة عمياء بهذا الزعيم ولدرجة لا يمكن تصديقها وبالفعل كان زعيما تهتز من تحته الأرض لقوة شخصيته وحكمته وبراعته الفائقة في مواجهة كل التحديات والصعاب مهما كانت معقدة ومتشابكة وخطيرة ،وقد تربيت على حب هذا القائد مثلي مثل الآخرين حتى أننا ورثنا عنه القوة والشجاعة والحرية والعدل.

 

نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل كان يخشى كثيرا من هذا الزعيم الاردني وليس هو لوحده بل وكل رؤساء الوزرات لدولة إسرائيل ،فلقد كان رجل قوي وشجاع وحكيم وسياسي كبير ومخضرم وكان كل شعبه على الاطلاق يفتديه بالغالي والنفيس واذكر انني قرأت بمذكرات اسحاق شامير رئيس وزراء إسرائيل السابق عن أن نتنياهو والذي كان بوقتها مجرد نائب بالكنيست الإسرائيلي حيث طلب منه الرئيس الإسرائيلي أن يذهب إلى زيارة الأردن للالتقاء بالملك الراحل الحسين ملك الاردن لمناقشة موقف الأردن من قضية تتعلق باللاجئين الفلسطنيين إلا أن نتنياهو رفض الزيارة وقال أنا لا أستطيع لقاء هذا الملك فهو قوي للغاية ولا يمكنني الجلوس أمامه ،ونتنياهو نفسه قال حرفيا بعد وفاة الراحل الحسين طيب الله ثراه( رحل الرجل الذي كانت تخشاه إسرائيل) .

 

واخيرا اعتقد ان ما يقوم به نتنياهو هذه الأيام وما يعد له من مخططات شريرة و خطيرة تستهدف الأردن والعالم العربي لهو بوجهة نظري من قبيل الانتقام من الراحل الحسين في قبره وعلى نتنياهو أن يعلم أن بالأردن الملايين من أشباه الراحل العظيم طيب الله ثراه حتى يعود إلى رشده ويعرف جيدا أن الأردنيين هم عظماء التاريخ والحضارة وهم من سطروا اروع الملاحم البطولية في ساحات الوغى.

 

على نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل أن يستيقظ سريعا من أحلام اليقظة التي يعيشها هذه الأيام وان لا يفرح كثيرا بما وصل إليه من نتائج باهرة تتعلق بصفقة القرن فالعبرة تكمن بالنهايات وليس بالبدايات أو على ادراج الأمنيات.

 

الاردن وطن الشمس والنور والبهاء ولطالما خرج من أشد المحن بعزيمة اقوى وأكثر التصاق بالارض والإنسان والحياة وهو الذي علم الأعداء قبل الاصدقاء حروف الهجاء .. وكيف يكتبون معاني التضحية والفداء ؟!

 

لعبة الوطن البديل لم تعد صالحة منذ سنوات طويلة بعد أن تم معرفة حقيقتها الواهية ، وأنها مجرد أكذوبة سياسية من أجل إثارة الفتن ما بين الضفتين . فالشعب الاردني والفلسطيني شعب واحد وقلب واحد وروح واحدة ومزاج واحد وطموح واحد ومعركة واحدة .وان غداً لناظره قريب .