محظوظ

بسام السلمان

عام 1980 مع بداية الحرب العراقية الايرانية. تخرج (س) من الكلية العسكرية فصدر امر نقله الى وحدات الجبهة فكان اول تعينه في احدى فرق المشاة بالبصرة.
ودع اهله وذهب الى محطة القطار في العلاوي ويحمل حقيبته بيده. صعد قطار البصرة ووصلها صباحا سأل عن فرقته قالوا له اذهب الى جسر خالد.
وصل جسر خالد وحقيبته بيده. سأل الانضباط العسكري عن فرقته قالوا له اصعد هذه الشاحنة توصلك للفرقة، وصل الفرقة وحقيبته بيده، دخل على مدير ادارة الفرقة فأدخله الى رئيس اركان الفرقة. تم تنسيبه لاحد الالوية، ذهب الى اللواء وحقيبته بيده، قابل امر اللواء فقال له الله جابك، فتم تنسيبه الى احد الافواج، فصعد في سيارة الارزاق ووصل الفوج وحقيبته بيده. قابل امر الفوج فقال له الله جابك، فنسبه الى احد السرايا فقال له اذهب الى نقيب فلان فذهب الى نقيب فلان وحقيبته بيده، فسلم على امر السرية نقيب فلان. فقال له الله جابك. اتشوف هذا الطريق، اذهب منها ودير بالك من القناص واستلم الحجابات. فذهب للحجابات وحقيبته بيده. وصل الحجابات وسلم على النائب والجنود وحقيبته بيده. سقطت قذيفة هاون عليهم فأصابت قدم رجله اصابة بالغة. وحقيبته لا زالت بيده. تم اخلاءه للفوج وحقيبته بيده والفوج اخلاه للواء واللواء اخلاه لوحدة الميدان الطبية وحقيبته بيده. ولاصابته الشديدة نقل الى مستشفى البصرة العسكري وحقيبته بيده.. ادخل العمليات ولشدة اصابته في قدمه احيل الى مستشفى الرشيد العسكري. اركبوه قطار الجرحى وحقيبته بيده. وصل مستشفى الرشيد العسكري وادخل العمليات وبترت قدمه.
رقد في المستشفى شهر وحقيبته بجانبه. احيل على التقاعد لاسباب صحية واعتبر معوق حرب.
رجع الى بيته وحقيبته بيده واعتبر من الابطال لكونه من اوائل معوقي قادسية صدام فأستلم سيارة كرونا مخصصة للمعوقين.
تم انشاء مركز ابن القف للتاهيل الطبي وكان من اول من صنع له طرف قدم واصبح يسير بصورة طبيعية. حمد الله وشكره فعنده سيارة وراتب واستلم قطعة ارض في الغزالية وراتبه راتب محترم ورتبته ماشية.
وهو يعبر الشارع صدمته فتاة، اخذوه للمستشفى لم يكن به شيء ولكن عند صدمه طارت قدمه الصناعي ففزعت الفتاة وادخل المستشفى ولقي اهتمام غير طبيعي من اهل الفتاة خوفا على ابنتهم من السجن. اخرجها من التوقيف وتنازل عن الدعوى، توطدت العلاقة بينه وبين تلك الفتاة فاحبته واحبها فتزوجها وكانت عائلة الفتاة اغنياء لدرجة اهدوهم بيت الزوجية في حي الجامعة.
يقول راوي القصة وهو عراقي
احد يكلي …اكو هيج ضابط مجنص”مجنص يعني محظوظ ” بالجيش العراقي……
عل العموم …صاحبي يعيش الان في ولاية اريزونا معزز مكرم ولا زالت تلك الحقيبة بيده .
نعم يا اخي في بلدي هناك من هو محظوظ اكثر من صاحبك الضابط العراقي، هناك من صار رئيسا للوزراء لان والده كان رئيسا للوزراء وحقيبته بيده، وهناك من اصبح سفيرا وارثا السفارة عن الوالد وحقيبته بيده، وهناك من اصبح وزيرا ووووو وحقائبهم بأيديهم ولكن الفرق بينهم وبين صاحبنا العراقي انه الضابط العراقي كان يحمل حقيبته للمعركة وجماعتنا يحملون حقائبهم اما للسفر والتنزه او جاهزة لاي طاريء قدي يصيبنا.
دنيا حظوظ

تعليق واحد

  1. كل شيء له ثمن – هؤلاء القوم لا يكتبون باقلامهم ولا ينطقون بالسنتهم – الم تسمع الروابدة في ندوته الاخيرة وهو يساوي بين من سكن الاردن منذ مئات السنين وبين من سكنها بالامس وذلك حتى يسترضي فلانا وعلانا ويبحث لنفسه عن منصب جديد بعد ان احترفت اوراقه؟؟
    في زمن الهزيمة والانكسار لا تنذم على منصب ولا مسئولية لانك ستكون أحد عناوين الهزيمة كما أنها مسؤولية امام الله. وبمناسبة الحديث عن الحظوظ يقول الشاعر :
    إنْ أقبَلتْ باضَ الحَمامُ على الوَتَدْ، وإنْ أدبَرتْ بَالَ الحِمارُ على الأسدْ!
    وسلامتكو