الرئيسية / كتاب الموقع / مبادرة الحزام

مبادرة الحزام

صدام الزعبي
أتعجب دائما بأن نجاح أبناء الوطن يُمنح من أشخاص لهم سيادة قانونية لأبناء البلاد المجاورة، ونطالب دائما الحكومة أو وزير السياحة باقتراح أفكار تساعد على تشجيع السياحة الخارجية، ونعقد المؤتمرات لذلك ولكن الفائدة هي صفر مقارنة مع السابق، واليوم التطلع نحو مشروع مبادرة الحزام والطرق الصينية لأنها ستوفر الاستثمار بكافة أنواعه وبشكل خاص الاستثمار السياحي، بحيث ترى هذه المبادرة أن “العالم وحدة واحدة لا تنقسم”، وتتسم هذه المبادرة بروح إنسانية وثقافية وأيضا سياحية مباشرة وغير مباشرة، إذ أنه بدونها لن تتمكن “المبادرة” من تحقيق أهدافها الكثيرة على طول وعرض حزامها البري وطريقها البحري.

وتسعى هذه المبادرة إلى نشر الاستثمار بجميع جوانبه، وأغلب الدول العربية شاركت في هذه المبادرة لأن الهدف الأساسي لها هو الوطن، ولكن حكوماتنا تتعامل بالبيروقراطية، ومن منضور شخصي لا تشاوري هدفه المصلحة الشخصية وليست مصلحة الوطن وأبناء هذا الوطن.

توفر هذه المبادرة الارتقاء بمستوى الشعب نحو مزيد من الانفتاحية وتحقيق النفع المتبادل مع الصين، ولأجل تدعيم الاقتصادات المحلية وزيادة قوتها وخصوصا أن نسبة العمالة الأردنية 2.5 مليون شخص مقارنة بنسبة العمالة الصينية التي تفوق 786,738.21 مليون عامل، وتحقق هذه المبادرة وفورات في ميزانيات الدول ذات العلاقة بالمبادرة.

ومن اللازم بناء مجتمع سياحي متكامل، وإدراج كتب تعليم خاصة في المدارس والجامعات لتوعية الطلبة الذين يشكلون جزءا رئيسا في المجتمع، وبأن السياحة والتبادل مع الصين هي عنوان رئيسي في حياتهم اليومية، ويوفر هذا الجزء لهم إمكانات النهوض بحياتهم ومستوياتهم المادية والمعنوية، وتشعب علاقاتهم الدولية ذات المنفعة الجماعية.

وتاريخ الأردن حافل بالانتصارات والأماكن السياحية وخصوصا أن هنالك العديد من الحضارات التي مرت بتاريخ الأردن كالعرب الأنباط، والبيزنطيين والرومان، والغساسنة، والعصور الإسلامية، والامبراطورية العثمانية، ولكن لم أسمع عن إبرازٍ لهذه الحضارات والمعالم التي تركتها للسياح وإثباتي على ما سبق عندما نُسأل عن هويتنا من أين أنت؟ يكون الجواب أنا من الأردن، ويأتي السؤال الصادم وهل هنالك دولة اسمها الأردن وأين تقع؟، السؤال المحير أين هي وزارة السياحة من هذا الامر؟، لم لا تقوم وزارة السياحة بدورها بعمل المشاركات الخارجية ونشر الفكر الأردني وثقافته وحضارته بمعالمه السياحية في دول العالم، ليكتسب الأردن السياح والزائرين، أم أن نسبة 9% تطور على دور السياحة الأردنية كافٍ في ظل الاوضاع المجاورة؟، في حين يجب على وزراة السياحة بكوادرها الاستفادة من قدرتها بجلب السياحة لإفادة البلد.

الوضع أشبه بأزمة مفتعلة، همها هو استبعاد السياحة عن مناطقنا وعدم نشر حضاراتنا القديمة وتاريخها بين دول العالم لأن الأهمية الأولى بالنسبة لكم هي الأهمية الشخصية وليست مصلحة هذا البلد؛ ففي بلدنا تكون الاستفادة للدول المجاورة وليس للبلد كما حصل في السابق بتهريب المستثمرين لخارج الاردن، وذلك بسبب القوانين التي تصدروها لأنها ليست لمصحة البلد والمواطن.

تُقبل المبادرة الصينية الإنسانية على حقبة مهمة في حياة مجتمعنا الأردني والمجتمعات العربية الأخرى، حتى نتمكن من تهيئة المجتمع لقبول الآخر كما هو، ولأجل الترحيب به وجذبه وجعله مطمئناً وصديقاً، ويرغب بتكرار زيارة بلدنا مرات ومرات، وجعلها مَقصداً سياحياً مفضلاً، وكذلك محطة وهدفاً وبلداً جديراً بالزيارة والترويج إليه وتعظيمه بما يشتمل عليه من تاريخ وجغرافيا، عادات وتقاليد مفعمة بالإنسانية، والأهم أن يتلمس صداقتنا الحقيقية تجاهه .

ولأجل ذلك من المهم كذلك أن ندرس إقرار جملة من التسهيلات الفعلية المقدمة للسائح والمستثمر الأجنبي وبخاصة الصيني، بل وللاقتراح عليه بإقامة منتجعات وفنادق لأبناء بلده، تتمتع بكل ما يريد ويصبو إليه من مطبخ قومي واستجمام، وعمالة تتقن لغته القومية، وخدمات رفيعة المستوى يصل ليلها بنهارها، لتكون ضمن أهداف المبادرة الصينية التي تختصر المسافات والزمن بين القارات والشعوب، ولطمأنته بأن وجوده مرحب به كإنسان يحمل قيمة إنسانية وثقافية محترمة وصديقة، للتفاعل معها ما وسعنا إلى ذلك سبيلا.

ولهذا يجب على حكومتنا دراسة هذا المشروع والمشاركة به حتى لو كنا متأخرين فيجب على حكومتنا الاستفادة من هذه المشاريع لأنها ستؤدي إلى نقلة اقتصادية في الوقت القريب على مشاريع في كافة المجالات الاقتصادية والسياحية وحتى الطاقة، ومن الممكن أن يتوفر لنا مستثمرين حقيقين في مجال البترول والطاقة الشمسية، وتفتح هذا المبادرة الطريق نحو أبناء البلد لدخول الأسواق الصينية بكل ثقة واكتساب الخبرات العلمية وتفعيل ما سيتعلموه على أرض الأردن، والدول المجاورة وسيفتح الباب من جديد على الدول المجاورة لطلب العمالة الأردنية.

وسيفتح المجال لتطبيق مشاريع سياحية تتضمن وجود تلفريك في معظم معالمنا السياحية، ووجود الفنادق المميزة على مستوى العالم وهو باب يجب طرقه من وزيرة السياحة لتفعيل دور الأردن في هذه المبادرة بطلب المشاركة من قبل الحكومة الحالية.

ومنها تثبت حكومتنا الحالية بقيادة رئيس الوزراء وبقيادة الوزراء أنهم يقدمون خير العمل لمصلحة الوطن، ومن أجل تحقيق العيش الكريم للمواطن العربي والأجنبي على أرض الوطن خاصة والشعب الأردني عامة.