الرئيسية / من هنا و هناك / مؤسسات تطلق حوارات بين الأديان هدفها تصفية قضية القدس

مؤسسات تطلق حوارات بين الأديان هدفها تصفية قضية القدس

  حذّر متحدثون لبرنامج “عين على القدس”، من مبادرات ومؤتمرات الحوار بين الأديان التي تطلقها مراكز دينية وجامعات أمريكية بين الحين والآخر، التي تلتقي في ظاهرها على أن مدينة القدس ملك لجميع الأديان السماوية، وفي غاية الحوار الباطن للمرحلة الأخيرة، يتم استدراج المسلمين والمسيحيين إلى قبول الأمر الواقع الذي يسلمون به أن القدس مدينة يهودية.
ويرى المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى، الدكتور وصفي الكيلاني، أن إسرائيل تعد لعشرات المؤتمرات للتحاور حول الحقوق التاريخية اليهودية المزعومة في فلسطين، في إطار خطة تصفية قضية القدس، وتهميش الوجود الإسلامي المسيحي فيها على مر التاريخ.
وأشار، في حديثه لبرنامج “عين على القدس” الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الإثنين، إلى أن الحوارات التي تكون في الغالب دينية وأكاديمية، هدفها أن تكون بديلة عن المفاوضات، وعن طرح استحقاق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، لتصفيتها بشراء سنوات مقبلة من الوقت تحت ما يسمى بالحوارات التي يتركز معظمها على قضايا غير جوهرية، بهدف تمييع وتضييع القضية المركزية في أذهان من يشاركون في هذه الحوارات.
ولفت الى أن الكثير من العلماء والأكاديميين العرب والمسلمين الذين شاركوا في حورات سابقة وقعوا في سقطات كثيرة جرّتهم إلى الاعتراف بالتاريخ اليهودي في فلسطين الذي اختفى قبل ثلاثة الاف عام، نتيجة استناد محاوريهم اليهود الى نصوص دينية في الكتب السماوية الثلاث، عملوا على استغلالها كي تتناسب مع الرواية اليهودية، وتسويق إدعاء الحضور اليهودي في القدس.
وثمّن الكيلاني موقف الكنائس المسيحية 13 في القدس، التي تصدّت قبل المسلمين، لمحاولة إسرائيل تشويه العهدة العمرية، بهدف إيقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وتأكيدهم على التمسك بها لأنها حمت وحافظت على الوجود المسيحي والعيش المشترك مع المسلمين بكل المحبة والأخوة والتفاهم والانسجام الوطني والإنساني منذ أكثر من 1400
عام، كما أنهم يؤكدون على الدوام بأن المسجد الأقصى المبارك هو خالص للمسلمين وحدهم، ومن يفرط منهم بهذا الثابت، فكأنه يفرط بكنيسة القيامة والمقدسات المسيحية ومفهوم الوضع القائم.
من جهته أشار المفتي العام للقدس والأراضي الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، إلى وجود حوارات ومؤتمرات للأديان، لكن هذه المؤتمرات التي نحضرها يطرح فيها رأينا بوضوح، ونبيّن فيها عقيدتنا وحقوقنا في أرضنا ومقدساتنا، لافتا إلى أننا لسنا ضد اليهودي أن يتعبّد في كنيسه، ولكننا لا نقبل من اليهودي أن يأتي إلى المسجد الأقصى ويدنّس حرمته وينكر حق المسلمين فيه.
من جهته أعرب رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثذوكس، المطران عطا الله حنا، عن اعتقاده بأن هذه الحوارات التي يشارك بها المؤمنون المنتسبون للأديان المختلفة، هي أمر حيوي وضروري في مواجهة ظاهرة التطرف والعنف والطائفية والكراهية والعنصرية، مؤكدا ضرورة أن تكون فلسطين موجودة على أجندة هذه الحوارات بقوة.
ولفت إلى أن المؤتمرات التي تحمل أجندة سياسية صهيونية مثل بعض المؤتمرات التي تعقد في الولايات المتحدة وغيرها بدعوة من اللوبي الصهيوني وكلائه الموجودين هناك يقولون أنها اجتماعات للحوار والتسامح الديني، ولكنها في الواقع هي من أجل خدمة اسرائيل ودعمها وتبرير ما تقوم به من سياسات تهويدية بحق الأرض والمقدسات.
فيما أشار رئيس الاتحاد اللوثري سابقا، المطران منيب يونان، إلى أن أي مؤتمر يريد أن يتحدث عن القدس، ويتم دعوتنا إليه، نبحث عمّن وراءه ومن يدعونا إليه.
وأكد يونان أن المشاركة في تلك المؤتمرات التي يتم دعوتنا إليها، يجب أن يعترف فيها بالعهدة العمرية أولا، وبالاعتراف بالوضع التاريخي القائم في القدس لا يغيّر ولا يمس ثانيا، وثالثا التأكيد على أن الوصاية الهاشمية هي لجلالة الملك عبدالله الثاني، ورابعا التأكيد أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وبدون هذه الثوابت لا نستطيع أن نحضر أي مؤتمر، ونحن ننتبه جيدا لأهداف هذه المؤتمرات، ونرفض أي تفريط بالقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
بدوره أشار وزير الأوقاف الفلسطيني، يوسف إدعيس، إلى أنه ليس كل مؤتمر يخدم قضية الدين، وبالتالي لا بد من مراقبة ومتابعة الجهات السياسية، لافتا إلى أنه قبل أن يقوم المسؤول بالمشاركة في أي مؤتمر، يجب عليه أخذ رأي أصحاب القرار السياسي بالمشاركة من عدمها، لأنه سيكون هناك نظرة تقديرية للسياسي أكثر من رجل الدين في هذا الموضوع.
وقال الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف، الدكتور موفق نجادات، في حديث لتقرير “القدس في عيون الأردنيين” إن قضية حوار الأديان قد تخدم اذا صدقت النوايا، وكان هناك تلاق في أن الدين عند الله الإسلام، وأن الأديان السماوية أصلها من عند الله تعالى.
فيما قال الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف، الدكتور خضر أبوخاص، إن كنا نتحدث من وجهة نظر دينية، فالأصل أن يكون الحوار بين الأديان لبيان الحق والدعوة الى الإسلام وإقامة الحجة والدليل عليها، مشيرا الى أن الحوار بين الأديان في الأمور الدنيوية أقرب إلى ما يسمى بالتعايش.
وتحدث مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى، الشيخ محمد عزام الخطيب، عن البيان الذي أصدرته دائرة الأوقاف الاسلامية حول عمل حكومة اسرائيل بأسلوب ممنهج ومبرمج لتشجيع المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك لاستفزاز مشاعر المسلمين في ساحاته بحماية شرطة الاحتلال.
ولفت إلى أن الذي يحدث الآن هو تطور خطير من حيث أعداد المستوطنين الذين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية ورعاية المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ومن حيث الأعمال التي يقومون بها، بحيث أنها باتت تمهد لخطوات أكثر جرأة ووقاحة لا تحترم حرمة المقدسات ولا مشاعر المسلمين ولا التعهدات والإتفاقيات، التي أكدت على أن المسجد الأقصى ملك للمسلمين وحدهم، لا يقبل القسمة ولا المشاركة.