الرئيسية / كتاب الموقع / قلبوا خزائن الشتاء

قلبوا خزائن الشتاء

د. ايمان الشمايلة

يأتي الشتاء بالعطاء فتفرح القلوب وتنعش النفوس وتفرح الأرض والبشر ويزغرد الطير والشجر، ولكن أليس علينا أن نفرح بعضنا البعض، أليس علينا أن نجدد العهد مع الخير ونشره، أليس علينا أن نلبس الآخرين مما أعطانا الله، أليس علينا أن نعطف على أجساد أنهكها صقيع الشتاء، وتألمت أعضاؤها من قسوة المناخ.

إذن لنقلب خزائن بيوتنا أحذية وملابس وألعاب وأدوات منزلية ولنضعها بأبهى حلتها ونوزعها على من هم بحاجة إليها من الذين لم يستطيعوا أن يشتروها لأبنائهم، جودوا بالعطاء ليجود عليكم رب السماء، افتحوا أيديكم لترجع لكم محملة بالبركات.

تذكروا برودة الأجواء وهناك من ينامون بلحاف واحد وهناك من تدلف عليهم بيوتهم، وهناك من يلبسون الجوارب المرقعة، هناك من يلبسون المعطف الممزق، هناك من يتمنون مظلة تقيهم قطرات المطر، هناك من يذهبون للمدارس بأحذية مفتوحه من الأمام والخلف يتخللها الماء الذي يمر من خلالها أثناء مسيرهم بالشوارع.

تذكروا الأفواه الجائعة وتذكروا السجاد المهترء بأكثر البيوت الذي يشعرك بالصقيع عندما تقف عليه في بيوت الكثيرين، تذكروا الأكف التي تغطي الأيدي التي تبرد وهي تحمل الحقيبة المدرسية المهترئة.

تذكروا توزيع المعلبات التي تنقذ الكثيرين في وجبة العشاء وأنت تضنها بالشيء السهل، تذكروا ربطة الخبز الساخنة التي تقدمها لمن يحتاجها كيف تُفرح الكثيرين تظنها عندما تقلب اللقم بين صحن الزيت والزعتر، تذكروا وتذكروا ولتكن قطرات المطر تذكرنا بالعطاء والعطاء مثلما نفرح نحن بالعطاء (كيف يفرح بعطائنا رب السماء).

تعليق واحد

  1. تذكروا الفقراء تذكروا الارامل والاطفال الايتام تكروا … لا اضافه لكلامك الذي ايقظني من سبات جزاكم الله خير اختي الدكتوره ايمان الشمايلة لكي تقرأ لكاتب يجب ان يكتب ما يهمك . ومع اني لست من المهتمين بلأدب ولا افقه شيئاً في الكتابة ولا اعرف اصولها وادواتها ومع اني مذ طفولتي وانا في المانيا اي اكثر من 40 عام لكن افكارك استهوتني شكر الله لك أختي الفاضلة د. ايمان الشمايلة أشكر لك ما أمتعتينا به ، وما وخزتنا به . الحمد لله، لا رادّ لما قضاه، من توكل عليه كفاه، ومن لاذ بحماه حماه، والصلاة السلام على رسول الله، عبده ومولاه، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلاَّ بِضُعْفَائِكُمْ ؟ ” ، فمن هذا المنطلق النبوي الكريم ، يحسن بنا التذكير ، والإيضاح والتنوير ، بأمر الضعيف الفقير ، وملاطفة اليتيم الصغير ، فالفقر يجلب الكَلَّ ، ويؤدي للفَلَّ ، ولذا فقد استعاذ منه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله : ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ ” ، ألم تروا إلى الفقير بين الناس منكسر الجناح ، حليف هموم وأتراح ، دون اقتراف إثم أو جناح ، فرحماك ربنا رحماك ، فقير قتله الجوع الماحص ، ومسكين أهلكه البرد القارص ، وعائل يتلمس الطعام ، ليشبع أبناءه الفئام ، وأرملة حول القمامة من الجوع تتضور ، لتطعم أطفالها الصغار القصَّر ، فيا غني تدبر وتصور ، قال الله المصور : { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ } ، فيا أيها المسلمون الكرام ، أين الأخوة والوئام ، ونحن أمة الألفة والتراحم ، وأهل العطف والتلاحم ؟ ألسنا مسلمين ، أخوة متحابين ؟ ألم تقرءوا قول الحق المبين : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } ، أم عساكم لم تتأملوا قول نبيكم وخليلكم صلى الله عليه وسلم عندما قال : ” ليس المؤمن الذي يبيت شبعاناً وجاره جائع إلى جنبه ” والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته احمد خزاعله المانيا