فتبينوا

المهندس محمد الدرايسة

كنت في ذلك الوقت وقبل حوالي عشرين عاما مديرا لدائرة المشاريع في ماكان يدعى في حينه مؤسسة المواصلات السلكيه واللا سلكيه (اورانج حاليا) وكنت عضوا في أحد اللجان التي تقيم موجودات المؤسسة بغرض إدخال شريك استراتيجي للمؤسسة وكانت المؤسسة قد تعاقدت ايضا مع مستشار مالي أجنبي مشهور من أجل أن يقدر السعر المناسب المطلوب من أي شريك محتمل وإعداد المواصفات والمتطلبات وشروط العطاء والبيئة الأقتصاديه والقوانين الساريه في الأردن
تصادف في هذا الوقت أن ذهبت مع أقاربي لتقديم واجب العزاء في أحد مضافات الرمثا بدأ صاحبنا يتحدث وبصوت جوهري رنان وقال أن الحكومه باعت مؤسسة المواصلات بمبلغ مليار دينار لشركه امريكيه ذهب منها ٤٠٠ مليون للديوان و٢٠٠ مليون لرئيس الوزراء و١٠٠ مليون للوزراء والباقي ٢٠٠ مليون لخزينة الدوله وبدأ الجمهور كالعاده السب والشتم وتحقير الوطن وطالت اللعنات القاصي والداني
لم اتكلم لأن الجو توتر بسرعه ولو تكلمت لقيل( هذا الزلمه هبيله. مش داري وين الله حاطه . بدو اسوي حاله بفهم وهو قليل فهم ……الخ) . الخطيب صاحب الصوت العالي مازال حيا ويحسب شيخا من شيوخ الرمثا
المهم أنه وبعد مايزيد على ستة أشهر دخلت شركة فرانس تليكوم الفرنسيه ( وليس شركه امريكيه كما ادعى صاحبنا )
كشريك استراتيجي بنسبة ٤٩% ليبقى القرار النهائي بيد الحكومه الاردنيه وبسعر يتميز على السعر الذي ادعاه صاحبنا الشيخ وتم استخدام المبلغ في شراء ديون مترتبه على الدوله بسعر مغري جدا أمام أعين النواب والإعلام والقاصي والداني
كتبت هذا المقال لأقول لقراء الفيس بوك والرمثا نت تحروا الحقيقه قبل أن تباشروا السب والشتم والاتهام بالفساد وجلد الوطن بسياط مؤلمه وأرسال رسائل سلبيه للمستثمرين بأن بلدنا فاسد فلا تستثمروا فيه ولا تصدقوا الأكاذيب التي تنشر هنا وهناك ممن وصفهم الله تعالى بقوله

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا