الرئيسية / اخبار / غدوت اليوم مثلك يا يوسف

غدوت اليوم مثلك يا يوسف

غدوت اليوم مثلك يا يوسف

أيها الصديق

وحيداً في غياهب الجب أعيش

أصارع الظلمة ودجنة الألباب

وفي خيمة الدهمة أتوق لرشفة من قطر الحياة

لماء سلسبيل يرشح من ينابيع الصبر

وظل الفراق

في العتمة حيث يطبق الصمت

ينتشي اليأس

ويزهر السواد

أردد اسمك عشقاً أيها الصديق

إذ كان يوسف كذلك أبي

وأملي

كان له إخوة مثلك

لكن دون أب يحزن

أو تبيض عيناه وهو كظيم

ومثلك كلانا أنتظر على مدار العمر

الحزين…

بعض السيارة أو بعض عزيز

ومثلك كلانا لبث في السجن بضع سنين

عجاف

أثارت في الأرض نقعاً

فشربت الدمع وتحزمت بالنشيج

كلانا ترقب الحلم أو تفسير

لعلنا نسقي الخمرة رباً

أي رباً أو عزيزاً

كلانا أنتظر أيها الصديق

تلك الرؤية

والفسحة

لذاك العام الذي يغاث فيه الناس

للقميص حتى ألقيه على وجه أبي

فيرتد بصيراً

قد قضى أبي يوسف أيها الصديق

بعد أن إبيضت عيناه

يبث حزنه لله

وما زلت أنا وحيداً في ظلمة الجب

يأكل الطير من رأسي

اصارع عزيزاً

ورباً ثملاً

وكل خائن ضعيف

والبئر يرقب السيارة

والثمن البخس

في السوق والصفقة والصحراء

د. عبدالله الزعبي.