عزاء النساء الى متى؟

بسام السلمان
تكثر الشكوى من تكرار السلبيات في بيوت العزاء المخصصة للنساء ويتذمر الجميع من هذا الامر الا اننا نمارس نفس السلبية اذا ذهبا لتقديم العزاء في منزل اخر والسبب اننا غير قادرين على محاربة الظواهر السلبية التي تنشر بشكل كبير في المجتمع.

وفي الوقت الذي شرع العزاء في الإسلام مواساة لذوي الميت والوقوف الى جانبهم وحثهم على الصبر والاحتساب والدعاء للميت والاستغفار له والترحم عليه الا أن هناك كثيراً من المخالفات تقع من بعض النساء في مجالس العزاء غير الغيبة والنميمة والثرثرة والقيل والقال واهمها استمرار تقديم العزاء لاكثر من الوقت اللازم والمفروض ان يكون مدة العزاء 3 ايام فقط ويكون من العصر وحتى الساعة التاسعة لا ان يستمر لمدة شهر ويبدأ توافد النساء من الساعة التاسعة صباحة ويستمر حتى الساعة الحادية عشر ليلا دون مراعاة لظروف اهل الميت وحالتهم النفسية والصحية وان لا يشق عليهم بتكرار المجيء عليهم والجلوس عندهم وعدم إطالة الوقت في العزاء وأن نتسبب في الحرج لأهل الميت من إطالة المكوث عندهم.
وهنا لا بد من التاكيد على النساء بعدم التوافد على بيت اهل المتوفى قبل الدفن ليتمكن اهله واقاربه من وداعه.
ونلاحظ ان بعض النساء جعلن من الوفاة مناسبة، فبعد ان ينتهي وقت العزاء في بيت المتوفي يذهبن الى بناته او شقيقاته او زوجته في بيوتهن ناقلات الحزن ومثيرات الالم للبنات والاخوات والاكثر سوءا من هذا الامر ان بعض النساء تقوم بتقديم مبلغ من المال مما يجعل الامر يصبح مناسبة ستعيدها ابنت المتوفي في وقت المصاب لمن قدمت هذا المبلغ.
وتقول احداهن “مناظر النساء المتأنقات المتزينات وهن يتجاذبن أطراف الحديث، أو ينهمكن في مناقشات حادة أو يتمادين في الضحك والقهقهة – قبل أو بعد أداء واجب العزاء لوحة غريبة زاخرة بألوان الانفعالات الإنسانية المتناقضة المتلاحقة!
وتضيف “تجلس كل واحدة منهن فمها في أذن الأخرى, يثرثرن ويتبادلن أطراف الحديث ولا يتوقفن عن الغيبة والنميمة طيلة فترة تواجدهن في العزاء ليغطي حديثهن وصوت ضحكاتهن على صوت القرآن الكريم، دون مراعاة منهن لمشاعر أهل الميت الذين جئن من أجل الوقوف إلى جانبهم ومواساتهم في مصابهم، محولات بيوت العزاء لمجلس للتعارف والتسلية”.
ترى من يطلق اشارة البدء بوقف مثل هذه الظواهر السلبية المزعجة؟ ومن يعلن البداية؟ لا نريد وثائق مكتوبة وموقعة فقد اثبتت فشلها، انما نريد بداية عمل لا قول.