الرئيسية / كتاب الموقع / صندوق وطني لدعم الدراما

صندوق وطني لدعم الدراما

 

رمضان الرواشدة

مرت الدراما الاردنية بفترة ذهبية خلال السبعينيات والثمانينيات وبداية التسعين من القرن الماضي ،وكان الاردن محطة لكثير من الفنانين العرب الذين شاركوا في الدراما الاردنية ،الان ان ظروف حرب الخليج الاولى ومقاطعة الاعمال الدرامية الاردنية اثرت بشكل كبير على الدراما الاردنية اضافة فيما بعد الى بيع الشركة الاردنية للانتاج بثمن بخس وتلك لها قصة اخرى.

لم يبق في الساحة الانتاجية منذ اكثر من عشرين عاما الا القطاع الخاص وخاصة المركز العربي بادارة عدنان وطلال عواملة الذي انتج عشرات الاعمال ومنها مسلسل الاجتياج الفائز بجائزة ايمي العالمية وكذلك مؤسسة عصام الحجاوي وبعض الاعمال الاخرى التي انتجتها شركات خاصة .

قبل عدة اعوام تقدم اتحاد المنتجين الاردنيين وبالذات من الاخ عصام الحجاوي  باقتراح لوزارة الثقافة لتأسيس مجلس اعلى للدراما ياخذ على عاتقة انتاج اعمال درامية. اجتمعنا وقتها بالوزيرة لانا مامكغ بوجود نقيب الفنانين ساري الاسعد وحجاوي وانا كمدير عام للاذاعة والتلفزيون ،وناقشنا فكرة انشاء صندوق وطني لدعم الدراما بقيمة 5 ملايين دينار وتتالت الاجتماعات الاّ ان النهاية كالعادة انتهت بترويح الوزيرة ووقف المال عقبة امام تنفيذ الفكرة.

ما نطالب به الان مع وجود وزير ثقافة متحمس العودة الى الفكرة وتأسيس المجلس الاعلى للدرما ما بين الوزارة و التلفزيون واتحاد المنتجين ونقابة الفنانين . ثم ان الفكرة تقوم على تخصيص 5 ملايين دينار يتم فيها عمل 4 مسلسلات .وبعد ذلك يتم بيعها عن طريق شركة خاصة بالتسويق الدرامي للدول العربية وما ينتج عن البيع يتم وضعه بالصندوق للقيام بانتاج اعمال اخرى وهكذا سنة بعد سنة وبحيث يعود الانتاج الوطني للدراما الاردنية وخاصة المدنية والحديثة لان الاردن ليس فقط متخصص بالاعمال البدوية فلدينا نصوص روايات لمؤلفين اردنيين تتحدث عن الاردن الجديد.

هنالك تجربتان مهمتان في هذا الاطار وهما تجربة كوريا الجنوبية والتجربة التركية. ففي كوريا دعمت الدولة الدراما والغناء في بداية الامر حتى استطاعت الاعمال الدرامية الكورية المدبلجة ان تغزو العالم ومنها دول عربية بثت مثل هذه المسلسلات والمردود المالي الان كبير جدا في كوريا جراء انتاج الدراما.وكثير من المشاهدين يتذكرون مسلسلات التاجر وجوهرة القصر التي بثت في اكثر من دولة عربية ، ومنها الاردن.

التجربة الثانية هي دعم الدولة التركية  الاعمال الدرامية حتى وصلت الى ما وصلت اليه الان وغزت كل العالم بالاعمال المدبلجة وكل الاردنيين والعرب شاهدوا مهند ونور وغيرها من المسلسلات. وتقول الاحصاءت ان السياحة في تركيا ارتفعت ثلاثين بالمائة نتيجة حب الجماهير للاعمال الدرامية التركية وشوقهم لزيارة الاماكن التي جرت فيها.

ما نحتاجه الان هو قرار سياسي بامتياز يعيد الالق الى الانتاج الدرامي التلفزيوني رغم بعض المحاولات للتلفزيون الاردني لانتاج اعمال درامية في السنوات العشر الاخيرة الا انها بقيت اقل من المطلوب .

هذه القرار اذا تم مع تخصيص المبلغ المطلوب ،وهو، بالمناسبة ليس كثيرا على الدولة الاردني ،فسنكون قد خطونا خطوة كبيرة في الانتاج وتشغيل الفنانين الاردنيين.