شخصيات رمثاوية..ابو العبد الشقران صاحب البصيرة

بسام السلمان
ونحن نعيش في عصر الفوضى ونعاني من تداخل الامور وغياب الوعي، في زمن نحتاج فيه الى المحبة، ونحن في طريقنا إلى الله نحتاج لمن يدلنا على الطريق ويرشدنا إلى الصواب، في زمن بتنا فيه نحتاج إلى البصيرة التي نبصر بها الطريق إلى الله.
وفي هذا الوقت الذي اظلمت الدنيا على الكثير من القيم والمعاني الطيبة نحتاج الى رجل ابتلاه الله بعينيه فكان اعمى البصر لكنه يمتلك البصيرة والادراك والفطنة والطيبة والمحبة، انه ابو العبد الشقران الحاج قاسم مؤذن مسجد بلال بن رباح لسنوات طويلة.
ابوالعبد (قاسم الشقران) الذي كنا ونحن اطفالا نشاهده يسير وحيدا لكنه يمشي بهدوء القادر على الرؤية، هذا الرجل الذي ابدع بالطيبة فجعلته محبوبا لكل من عرفه، هذا الرجل الذي يعد من شخصيات الرمثا التي اثرت جدا فينا من خلال تعليمنا الصبر والحكمة والمثابرة وعدم الاستسلام.
عمل مؤذنا، والمؤذن اطول اعناقا يوم القيامة، فكان يذهب من منزله الى المسجد والذي يبعد عن بيته اكثر من 500 مترا وحده ولا يضل الطريق ولن يضلها ابدا باذن الله.
هذا الرجل يمتلك من الذكريات الجميلة سواء في عمله خارج الرمثا او خلال عمله مؤذنا ويمتلك معها قصصا نتمنى لو تخرج للعلن لتكون نبراسا نقتدي به نحن من نملك البصر والتكنولوجيا ولكننا بتنا تنقصنا الكثير من القيم.
والله سبحانه وتعالى اكد في كتابه الكريم ان رؤية البصيرة أهم بكثير من رؤية البصر وذلك في قوله تعالى :”فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور” الحج 46
فالعمى عمى القلوب أما عمى الأبصار فلا يضر، إذا رزق الله العبد الاستقامة والبصيرة والتفقه في الدين والعمل بشرع الله فلا يضره عمى البصر كما قال ابن عباس رضي الله عنه:
أرى بقلبي دنياي وآخرتي —- هو القلب يدرك ما لا يدرك البصر
وندعو الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا بصيرة الحاج قاسم الشقران ابو العبد ويطيل في عمره
وقد رزق بابناء وبنات كانوا من الخيرة اللهم اجعلهم في ميزان حسناته
“اللهم اجعل في قلبي نوراً”