الرئيسية / كتاب الموقع / رد ابن على وصايا ابيه

رد ابن على وصايا ابيه

قدم المحافظ السابق الدكتور خالد عليمات عدد من الوصايا لابنه فكان رد الابن على وصايا والده بان زمانكم غير زماننا تاليا ما تم نشره على صفحة الدكتور عليمات

بعد عدة وصايا أوصيت ولدي عبر صفحتي على الفيس بوك على مدار الأيام الماضية
جاء رد ابني على الوصايا
شكرا يا والدي العزيز على هذه النصائح ويبدو انك لم تقرأ قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب “لا تربوا أبناءكم كما رباكم أباؤكم، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم”. فأرجو يا والدي أن تسمح لي بالرد عليك من مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر
1.لقد أنجبتك جدتي يا والدي في البيت وعشت مع جدي الذي يعمل في التجارة و يرعى الغنم ويحصد الحقل وتعلمت منه معنى العمل وحب الأرض وتوكل على الله في الرزق و إكرام الضيف وحسن الجوار و حماية المستجير في بيت الشعر الذي لا يوجد له أبواب وجدتي تساعده في كل ذلك وتطحن القمح وتعمل خبز الشراك على الصاج وتعمل الألبان ومشتقاتها وتربية الطيور وكاد اقول ان هناك اكتفاء ذاتي.
2. وعندما أصبح عمرك 6 سنوات درست الابتدائي في مدرسة عبد الله بن رواحه وفي الاعدادية في مدرسة أبو بكر وبعدها انتقلت إلى جامعة مؤتة وبعدها أكملت دراستك في جامعة آل البيت وانهيت الدكتوراه في الجزائر وتعلمت من هو ابو بكر و عبد الله بن رواحه وجعفر الطيار واسامه بن زيد وتعلمت من هم أهل البيت الاطهار الأخيار حتى وصلت إلى بلد المليون شهيد تعمق لديك معنى الحرية في محاربة الاستعمار والظلم والتضحية في سبيل الوطن .
3. وعندما توظفت تدرجت من أقل درجة في السلم الوظيفي حتى أعلى وظيفة فيه وتعلمت معنى الإخلاص في العمل وتلازم السلطة والمسؤولية واحترام مسؤوليك وكنت مثابرا في عملك ولم تقل للخبز يوما سيدي ولم تمد يدك للحرام لأنك نشئت في بيئة نقية تعيش كل يوم بيومه تفرق ما بين التوكل والتواكل.
4. أما أنا يا والدي فقد ولدت في مستشفى خاص وبعدها تربيت في الحضانة والمدارس الخاصة فلم اراكم لا وقت الصباح ولم اتعلم منكم ما تعلمتوه من أباؤكم فقد تعلمت من التلفاز والحاسوب والتكنولوجيا الحديثة ولا أعرف معنى الضيف أو الجار أو الدخيل أو معنى الشرف أو الحوار أو احترام المعلم والكبير الذي تحدثت عنهم فقد تقام مناسبات الأفراح والأحزان بجانب بعضهم لبعض دون مراعاة مشاعرهم وزادت الشتائم والمزاودات والمهاترات وكثرت الإشاعات فلم تستغل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي بالتناصح بل أخذ بعضهم الجانب السلبي مدمر الشباب والأوطان والقيم النبيلة التي تربيتم عليها…
5. والدي هذا زمان اختلف كثيرا عن زمانكم ابتعد كثير عن سمو الأخلاق إلا في الندوات وسيطر حب المال والتطاول في البنيان والنزول على المناصب بالبرشوت دون تدرج في السلم الوظيفي فأنا منذ ولدت مستهلكا ولم أكن يوما منتجا فتركني أعيش زماني لا زمانكم لكي لا اوصف بالتخلف والرجعية ….

تعليق واحد

  1. اكتب تعليقك هنا – تخضع جميع التعليقات للمراجعة قبل النشر من قبل فري الرمثا نت

    لا حول ولا قوة الا بالله..كل ماقيل صحيح ..وهو تكلم عن واقعنا وواقع اباءنا