الرئيسية / كتاب الموقع / ذكريات سنة الكورونا..صباح القبض عليّ

ذكريات سنة الكورونا..صباح القبض عليّ

 

بسام السلمان

استيقظنا صباح يوم السبت 21 / 3 / 2020 على هدوء تام كان يقطعه صوت العصافير وأغنام الراعي المجاوري لمنزلي وأحيانا كلاب ضالة كانت تنبح أجلكم الله مستغربة خلو المنطقة من البشر، جلست قليلا احاول ان اكتب تقريرا عن الحظر ومنع التجوال في الرمثا وأرسله لجريدة الرأي، إلا انني شعرت ان ما سأكتبه من خيالي لن ينقل الواقع فقررت ان اخرج إلى الشارع ولان تصريح السماح لي بالتجول تأخر ولم تستطع الجريدة تأمينه إلا بعد أيام من الحظر اتصلت مع عطوفة متصرف الرمثا والذي اذن لي بالخروج ولكن وللأسف ما ان وصلت الى السوق حتى استوقفني رجلا أمن بالقرب من مجمع بلدية الرمثا وطلبا تصريحي، اخبرتهما انني صحفي وان تصريحي يحتاج الى يوم او يومين وانني خرجت بناء على اتصال مع متصرف الرمثا، بدوره رجل الامن اجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس المركز الامني المناوب فقال له حرفيا جيبوه.

ركب معي في سيارتي أحد رجلي الأمن وانطلقنا في شوارع فارغة من البشر باتجاه المظلة ومركز الرمثا الامني ولم يصادفنا خلال الطريق من البلدية الى المظلة إلا ابو نايف كان هو وعدنان يتجولان في طريق الشام وحيدين، وعندما دخلنا المركز الامني قام شرطي بقياس درجة حراريتي وتعقيم السيارة وهنا بدأت موجة من التحقيقات،هاتوه وجيبوه وفوتوه على الغرفة كذا والمقصود هنا انا المعتقل رقم واحد والتهمة مخالفة امر الدفاع رقم واحد.

بعد قليل طلب مني احد مرتبات الامن ان أذهب الى مكتب رئيس المركز الامني وهناك بدأت المحاضرة وانا اقف وسط الغرفة ويجلس ثلاثة مرتبات وبعد دقائق رن هاتف مدير المركز بالوكالة وكان المتصل عطوفة متصرف لواء الرمثا فراس ابو الغنم ليؤكد انه هو من اعطاني الاذن بالخروج.

طلب رئيس المركز من المراسل سكب فنجان قهوة لي اعتذرت عن شربه وقلت له وهل اشرب القهوة وانا واقف، طلب مني الجلوس ثم غادرت الى منزلي وسط حذر شديد من القاء القبض علي مرة اخرى من دورية ثانية، فالوضع كان مليء يالاستنفار والحذر مطلوب. بعد هذه الحادثة لم اخرج من المنزل رغم حصولي على تصريح رسمي من رئاسة الحكومة إلا بعد ان فك الحظر.

في اليوم الثاني تم تجهيز مكتبي في المطبخ مقابل خيام النّور والراعي والاغنام والوادي وعشرات الاطفال الذين يمارسون كرة القدم رغم الحظر.

ملاحظة: ربما كنت استحق المخالفة لانني لم اكن ارتدي كمامتي، وهذا نقد ذاتي.

في ثاني ايام الحظر كتبت خبرا عن كسر الحظر فقامت القيامة… نكمل في الغد ان شاء الله

بسام السلمان