الرئيسية / كتاب الموقع / د. أحمد الزعبي.. قصة قصيرة.. حلم قصير  

د. أحمد الزعبي.. قصة قصيرة.. حلم قصير  

 

 

 

د. أحمد الزعبي                                          قصة قصيرة

 

حلم قصير

 

قالت المرأة: في حفلة الأمس طلبني الأمير للزواج.

قال الرجل: طلبك للزواج… وماذا قلت له؟

قالت المرأة: قلت له : إني أتمنّى ذلك… ولكن لا بدّ أن أستشيرك وأستأذنك أولا…فالأمر بيدك أولا وأخيرا…

قال الرجل بدهشة: لا…لا.. الأمر بيدك…والرأي لك والقرار قرارك…فهذه أمور لا ينوب فيها أحد عن أحد.

قالت المرأة بفرحة عارمة : كنت أعلم أنك لن تكون حجر عثرة أمام حلم يصعب تكراره… وكنت أثق بنبلك وحسن أخلاقك…فأن لم أصدّق حين عرض عليّ الأمير الزواج… كدت أطير فرحا…تمالكت نفسي وقلت له: هذا شرف كبير لي…لكني يجب أن أستأذن…وها أنت تحقق لي حلما هبط عليّ دفعة واحدة…وطاف بي أرجاء الدنيا وأنا أطير فرحا من قصر إلى قصر…ومن عزّ إلى عزّ… جاءت الأميرة…ضحكت الأميرة…وهكذا…

قال الرجل وقد خشي على المرأة من جنون فرحتها وقد بدت أشبه بطوفان عارم يسحق من في طريقه أو طريقها : لا مانع لديّ…  فأنا أول من يتمنى لك السعادة والنعيم.

قالت المرأة وقد تأكدت من موافقته: إنك عظيم دائما… فلطالما قدّمتني على نفسك…ولطالما ضحيت من أجلي…وهذا الموقف سيكون وشما…وساما على صدري.

قال الرجل: وما زلت أضحّي من أجلك…فأنت منذ هذه اللحظة حرّة… وطلّقها ثلاثا…

قالت المرأة والفرحة تغمرها وتُسكرها: سأُبلغ الأمير بالأمر…لن أنسى شهامتك وتضحيتك…

اتصلت المرأة بالأمير تُبشّره بالأمر وقالت ببهجة: كل شيء على ما يرام… نستطيع الزواج في أيّ  وقت تراه مناسبا.

قال الأمير ببرود: للأسف فقد سبقتك امرأة أخرى بالموافقة على الزواج منها…. وقد تمّ كل شيء…أرجو قبول اعتذاري وأتمنى لك حظا أوفر… ثمّ أغلق التلفون.

أصيبت المرأة / الزوجة بانهيار ثم قالت لزوجها باكية : ضاعت الفرصة…تزوج الأمير من امرأة أخرى… فهلّا رددتني…

قال الزوج بلا تردد: كان الطلاق ثلاثا…وهو طلاق بائن لا رجعة فيه شرعا…

قال (سامع ) عيان إن الرجل اتصل – بعد ذلك – بعشيقته  وأخبرها  أنهما يستطيعان الزواج الآن بعد أن أصبحت الظروف ملائمة لذلك.