الرئيسية / كتاب الموقع / خاوة… وصفاقة…ودولة عظمى

خاوة… وصفاقة…ودولة عظمى

الدكتور عبد الله الزعبي

خاوة… وصفاقة…ودولة عظمى
يطل على مشهد صراع البقاء بين الأمة وصهيون رأس أفعى تلون منذ البدء بجلد الحرباء، إدعى ذات يوم أن الله فضله على البشرية، نصبه سيداً على بني آدم والعالمين، فأصبح بالكذب ضحية العبقرية والإنجاز، كما يتوهم، والخيرية، منذ سباه نبوخذ نصر إلى بابل، وحين ساقه الروماني تيتوس عبداً إلى روما، ألقاه منبوذاً في مرتع الأصقاع والشتات. اليوم ذات تيتوس يعيده بصك بلفور إلى أرض الميلاد على فوهة المدفع والبندقية، بعد أن سئم في بلاده شرور تلك الخيرية، طرده إلى ربوع عدنان وقحطان المثخنة بالجهل والعار، وأعلنه سيداً ودولة عظمى تحمي مؤخرة روما والإمبراطورية.
اليوم تنكشف عورة الحرباء بعد أن أعلن نتنياهو كيانه اللقيط دولة عظمى، والبارحة حين صرح مفاخراً سفير صهيون لدى صهيون بأن العربي يحتل العربي حين احتل الأردن كما يدعي فلسطين، سلسلة من الهذر توجها المسخ إيلي كوهين بصفاقة “خاوة” رداً على مشاهد حرابة الغاز المسلوب، ووصفه الرزاز بالشامي نفثاً للسم في جسد العروبة المرعوب. “كيان العظمى”، “الديمقراطية الأوحد”، وقائدها الحاخام، إذ يحمل بيمينه دستورها التوراة، يدشن اليوم حملة مسعورة على الأردن وقيادته، حملة تدق طبول الحرب على العرب شرق النهر كما نفخوا مزمارها منذ قرن على إخوتهم غربه. العرب في نظر اسرائيل هم سواء، عرب شرقي النهر أم غربيه، على ضفاف النيل أو بين النهرين أو تحت ظلال قاسيون، من صنعاء ومكة وحتى النوبة وقمم الأطلس وتطوان. العرب في نظر اسرائيل مجرد “غويم”، جهلة وعبيد يحل قهرهم وقتلهم واستعبادهم، وما يحدث على مساحة أرضهم الواسعة منذ وطئت أقدام صهون أرض فلسطين سوى خير دليل وبرهان.
عرب الأردن ليسوا استثناءً، أكانوا قبائل وعشائر وعائلات من شرقه أو غربه، من مكة أو الشام أو القفقاس وشتى الأصول، هم عرب بعيون نتنياهو وفريدمان وكوهين، هم عرب فحسب إذ لا يحق لهم أن يكونوا ملوكاً أو سادة أو أحراراً بل مجرد غويم، يخضعون لشروطها مع أو دون معاهدة أو عهود، مع أو دون إتفاقية أو صلح أو سلام. تلك حقائق يسردها التاريخ لكل مشتغل في السياسة، يسترق السمع ويبغي رؤية شهاب الحقيقة المبين، حقيقة لخصها بالأمس الأرعن إيدي كوهين، لخصها لمن لا يملك العلم والسلاح والقوة، قالها بإختصار، بسوقية وصفاقة، من كيان الدولة العظمى….خاوة!

2 تعليقات

  1. يسلم ثمك وقلمك يا دكتورنا

    كلام بالصميم
    مختصر مفيد

  2. أحسنت وأبدعت كعادتك يا دكتور، دام يراعك للحكمة والعلم خاطا متألقا