الرئيسية / كتاب الموقع / حيّوا عرار

حيّوا عرار

                                                            عبدالناصر هياجنه
حيّوا عرارَ، وحيّوا المجدَ والأدبا       
وحيّوا إربدْ إذْ لترابِها انتسبا
وأجمِلوا القولَ عن حالٍ نعيشُ بها   
وسط الهزائمِ ما فينا الذي غَلبَا
حالٌ تردت، وللأيامِ دورتُها         
والنصرُ آتٍ مهما غابَ واحتجبا
يبقى عرارُ فريدُ النوع في أدبٍ       
طال الغيابُ وظل الشعرُ مكتئبا
“يا أُردنياتُ” قد أودى بغربته       
فاتلوا عليه من القرآن ما طلبا
فإربدُ الشمّاءُ ما زالت تعاهده     
أن تحفظ العهدَ والميراثَ والنسبا
وترابُ إربدَ ما زالت سنابلُه         
تعانقُ الشمسَ فخراً فيه أو طرباً
ماذا نقول له، من بعد غيبته       
في أرضِ يعربَ صار الكلُ مستلَباً
ضِعنا عرارُ فلا علمٌ ولا أدبٌ           
أضحى لدينا وكلُ قصيدةٍ كذبا
فتلك عمّانُ ما زالت كما كانت       
تُدني البعيد ولا تحفل بمَنْ قرُبا
ودماءُ وصفي وقد نطقت شهادته         
ظُلماً قتلتم ابناً صالحاً وأبا
والقدسُ في الأسرِ مذُ قد ماتَ من كمدٍ   
وليسَ للثأرِ حُرّاً واحداً طلباً
وتلكَ بغدادُ والأمجادُ حائرةٌ       
ودمشقُ تُغصبُ والسفّاحُ مَنْ غصبا
ولا بمعتصمٍ يدري بصرختها       
حتى أتى الدورَ غصبا أختها حلبا
والجارُ خصمٌ لجارٍ إذ يحاصره         
صنعاءُ تشهدُ والقرآنُ قد كتبا
اخوانُ يوسفَ قد ألقوه في جبٍ       
إلاّ تناسوا، ولم يرعوا له نسبا
هذي الحقيقةُ، لا شعرٌ يصورها   
والنثر يعجزُ، حتى الدمعُ لو سُكبا
فلا الفُراتُ فراتٌ في تدفقه               
والنيلُ ضيّعت الأقزامُ ما وهبا
لا الشامُ شامٌ وحُزنٌ في مقابرها     
يستنطق العدلَ بعد الظلمِ منتحبا
لا نجدُ تدري ولا تطوانُ ضيعتها     
بعد العراقٍ وبعد القدسِ إذ سُلبا
داءُ العروبةِ أعيى مَنْ يطببهُ           
بانَ العُضالُ ولم نعرف له سببا
أبناءَ قومي وإن القولَ إجمالٌ     
عزَّ الرثاءُ وما اسطعنا له طلباً
فاتلوا عليه من الآياتِ ما وصّى 
قبل المماتِ، دعاءً صادقاً وَجَباً
 

تعليق واحد

  1. م. يوسف علعالي-ألمانيا

    جميل ٌ جداً.. كلامك يأتي في موضعه..!
    وعرار وما أدراك من كان عرار ..! لقد كان شهماً رغم نزواته، عروبياً للعظم.. ومقاوماً حتى النخاع .. حتى وهو على سرير موته في المشفى في عمان حيث كتب آخر كلماته كوصيّة لإبنه “وصفي” يدعوه إلى العودة إلى أصولنا الإسلامية والعقيدة الثابته ويحذّره من الإنجليز الذين كان عرار يكرههم وينادد الملك المؤسس ضدهم، فكم كان مقهوراً تارةً في السجن وتارةً في المنفى وأخرى بالإقصاء والتهميش …! رحمك الله يا مصطفى وهبي التل، يا عرار … ولو بعد 69 عاماً ..!

    بوركت يا أخي عبدالناصر وسلمت يمينك وجازاك الله خيراً..!