الرئيسية / اخبار / حكومة قوس قزح.. غرائبية النشاز في سمفونية التشظي الأخير!

حكومة قوس قزح.. غرائبية النشاز في سمفونية التشظي الأخير!

محرر الشؤون المحلية_ فرصة أخيرة، ضاعت أمام أعين الأردنيين وهم يراقبون المشهد الغرائبي لتشكيلة حكومة بشر الخصاونة، التي نسجت من توليفة بعيدة كل البعد عن التآلف والانسجام، لتضيع معها آخر احتمالات الأمل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
 
 
حكومة لملمت ملامحها من كافة ألوان الطيف، وجمعت في أطيافها الحابل بالنابل.. “الشامي بالمغربي”.. والمحافظ بالليبرالي، حتى باتت بلا هوية ولا حتى سمة.. فلا هي حكومة سياسية ولا اقتصادية ولا حكومة بيروقراط أو تكنوقراط.. إنها ببساطة حكومة قوس قزح!
 
 
خليط من المحافظين والليبراليين لا لون له، تضمن أسماء متناقضة بل ومتناحرة أيديولوجيا، لتكون صواعق الاصطدام الحتمي بين أعضاء هذا الفريق الوزاري على أكمل أوجه الاشتعال الوشيك.
 
 
ترى، كيف ستتمكن هذه الحكومة من العمل بانسجام وتوافق لمواجهة التحديات الخطيرة التي تفرض استحقاقاتها.. بدء بجائحة الكورونا وليس انتهاء بالملفات الخارجية الثقيلة؟! وكيف يمكن إنقاذ الوضع الاقتصادي بفريق يشمل أشد المحافظين إلى جانب أكثر الليبراليين بعدا عن الحرس القديم؟!
 
 
هذه التوليفة التي تحمل بين عناصرها احتمالات الصدام الحتمي، لا يمكن لها أن تمتلك برنامجا أو استراتيجية واضحة المعالم، للعبور إلى بر الأمان، والنجاة من كل ما نواجهه من تحديات.. كان المطلوب تشكيل حكومة قادرة على وضع خارطة طريق، ولكن ما نشهده في هذه التشكيلة يؤكد أن الطريق مسدود تماما من أية زاوية يمكن النظر من خلالها!
 
 
اللافت أيضا في تشكيلة حكومة الخصاونة هو ورود أسماء تحمل إرثا وطنيا تاريخيا، إلى جانب أسماء تتبنى توجهات مناقضة تماما لهذا الإرث، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام تخوفات لا تنتهي حول ما ينتظرنا من قرارات تتعلق بالقضايا المصيرية.
 
 
كما أنه من عجب العجاب تصور كيفية إمكانية عمل بعض الشخصيات، كنواف التل، ومعن القطامين، ضمن فريق يتناقض في طبيعته مع كل ما قد يطرحونه من أفكار أو توجهات؟! أية معجزة تلك التي ستجعلهم يتقولبون في قوالب مزجت كل ما يختلف عنهم في هذه التوليفة الصاعقة!
 
 
بصراحة، لا توجد أية مساحة للتفاؤل، خاصة فيما يتعلق بإنقاذ الوضع الاقتصادي، ووقف حالة التدهور إلى غياهب الضياع والتلاشي.. فأية لغة لوغاريتمية أو شيفرة ستمكن توفيق كريشان مثلا من التفاهم مع محمد العسعس أو أمية طوقان؟! كنا نربي بعض الأمل على أرصفة انتظار حكومة جديدة تنشلنا من القاع والفقر والفاقة، لكن بعد هذه التوليفة فكل ما يمكننا أن نحلم به هو عدم مصادرة حتى “الحديدة” التي بات عليها المواطن، خاصة وأن هنالك تسريبات برفع أسعار فاتورة الماء والكهرباء مجددا!
 
 
أما فيما يتعلق بالبعد الاجتماعي، فمن الواضح أن هذه الحكومة تبيت نية التصادم، بدليل الإبقاء على وزير التربية والتعليم، تيسير النعيمي، كرسالة واضحة ومباشرة تفيد بنية التصعيد مع المعلمين.
 
 
في النهاية، هذه الحكومة لم تأت بأية مفاجآت، وتركيبتها الغريبة لا تبشر بأي خير.. ما نشهده هو سمفونية نشاز مبتكرة تستعد للتشظي على أعلى موجات الضجيج!
جو 24