الرئيسية / كتاب الموقع / حامل الكاميرا

حامل الكاميرا

سليم ابو نقطة
اذكر بالثمانينات حين لم يكن ثمة هواتف خلوية تلتقط صورا توثق كل لحظة بلحظة في حياتنا ولم تكن كاميرات الفيديو متاحة وقتها كان التصوير محصورا فقط بكاميرات عادية كنا نستأجرها من “المصور نايف الشقران” او ” نافذ المصور” لتغطية فعاليات اعراسنا.
طبعا كان يُعوَّل على حامل الكاميرا محدودة الصور تغطية كل فعاليات العرس فكان عليه أن يتجول بكاميرته ليصور العونات والذبايح وسدور المناسف والدبكة والصمدة ورش الحلو والناقوط.
وغالبا ما يتم اختياره من اهل العريس وهذا كان يولد حالة من القلق والانزعاج عند أهل العروس لانهم لن يستحوذوا على القدر الكافي من الصور التي سينال أغلبها اهل العريس
وربما يدب الخلاف بينهما لذلك من الحكمة ان يحرص المصور على إرضاء أهل العروس قدر المستطاع حتى “يمضي العرس على خير ”
اما فيما يتعلق بخبرة حامل الكاميرا وبراعته في مجال التصوير فلا يمكن اكتشافها الا عند تحميض الفلم
هنا قد يكتشف اهل العريس انها كانت غلطة عمرهم في اختياره ، وسيكتشفوا عند التحميض ان كل مهارات الاستعراض التي كان يمارسها اثناء التصوير من الإنبطاح ارضا او الصعود على زاوية ” اللوج” او الوقوف على ” سور الدار ” ليحدد زاوية الإسقاط ما هي إلا استعراض احمق لم يسفر عن شيء
عند التحميض …سيندم الجميع لانهم انصاعوا لكل مطالب المصور قبل تصويرهم فهو لم يحس بمعاناتهم وهم يبتسموا امام الكاميرا واشعة الشمس تدمع عيونهم كي “تزبط” الصورة ولم يقدّر حجم الألم الذي تعرضوا اليه وهم يحملوه على اكتافهم لكي يلتقط صور “حنة العريس ” وصمدة العرسان”
عند التحميض…. سيكتشفوا ان حماقة المصور ضيعت تضحياتهم والنتيجة معظم الصور لا تخلو من ظهور جزءا من إصبعه الذي نسي أن يبعده عن العدسة لحظة التقاط الصور وسيظهر لهم ان الكثير من الصور لم تظهر اكثر من احذيتهم او النصف العلوي من رؤوسهم
حتى ان بعض الصور التي نسي أن يستخدم الفلاش او جهل استخدامه عند التقاطه لصور صمدة العريس والعروس بدا عليهما وكأنهما مصابين ب ” ابو صفار”
حتى الصور التي نجح المصور بالتقاطها لا يوجد للأسف من بينها أي صورة لأهل العروس ، فكل الصور تظهر أم العريس وخالاته وعماته ومعظم اقاربه
كم نحن محظوظين بكم يا أصحاب السعادة النواب كم فرحنا بنجاحكم واستبشرنا بقدومكم وحملناكم على اكتافنا …. كم اقسمتم على خدمتنا والدفاع عنا ….
وخاب ظننا بكم عند اول تحميض
شكرا لكم ، فقد علمتمونا كيف يهزم شعب على ارضه وبين نوابه