الرئيسية / كتاب الموقع / حادثة جامعة آل البيت ستكرر

حادثة جامعة آل البيت ستكرر

عمر سامي الساكت

 

الجامعة هي ليست فقط صرح أكاديمي بل أنموذج للتعايش والحوار الحضاري الإجتماعي الثقافي السياسي وتنطلق منها شعلة الحريات ونوى الجمعيات والأحزاب وتتشكل فيها غالبية الشخصيات الحزبية والإقتصادية والسياسية التي تقود مستقبل البلاد.

ما حدث في جامعة آل البيت يراه الغالبية بأنه تصرف غير حضاري وقد إنهالت الاستنكارات الحكومية والشعبية والتأكيد على هيبة التعليم العالي وإحترام القانون وسيادته وهذا كله كلام حق لكن لم يتساءل أحد عن سبب هذه الفوضى وبالطبع هي ليست مبرر لكن يجب معرفتها والتحقيق فيها إن كانت تستحق ذلك، فغالبية رؤساء جامعاتنا (ولا أعمم) يصلون بالواسطة والمحسوبية ومنهم من لا  يمتلك أدنى المؤلات الإدارية والمالية لقيادة تلك الجامعات ويعيثون فيها فساداً إدارياً ومالية وعادة ما تصبح مزرعة لهم لتعيين من شاءوا ونقل من أرادوا ورفع من أحبوا واستبعاد من كرهوا وكلها تعتمد على المزاجية لا غير  فكم من أكاديميين حصلوا على شهاداتهم بشكل إلتفافي ومن جامعات ركيكة وقفزوا على زملائهم المتفوقين وغيرها من التخبط ففي إحدى جامعاتنا التي يتميز رئيسها بالتطبيع الأكاديمي مع الكيان الصهيوني المحتل وقد حصل على منصبه نتيجة لذلك، قد قام بتغيير خارطة الإداريين وقد قرب شخصية معينة بشكل غريب وهذا التمييز قد إنعكس للدفع بمحاولة جريمة قتل بين الموظفين نتيجة هذا التمييز الأرعن الذي ولد الحزازات والحساسيات بين الأكاديميين والإداريين وعلى هذا الحال ستكرر حادثة جامعة آل البيت بالتأكيد إذا بقي الحال على ما هو عليه فيجب معالجة الموضوع من جذوره وبشكل مؤسسي يبجبر من يأتي من الرؤساء السير على هذا النهج القويم.

لا يمكن أن تبقى تعينات مدراء الجامعات بهذا الشكل وكذلك الترقيات فيها بالمحاباه بشكل عام ولا بد من إحكام الرقابة على جامعاتنا فرؤساء الجامعات يتصرفون كرؤساء حكومات في جامعاتهم حتى مجالس الأمناء شكلية لا تتابع إلا ما يقدم لها، يجب تصحيح الوضع واحترام سيادة القانون من الجامعات نفسها حتى يحترمه الأكاديميون والإداريون ثم الطلاب.