تغيير بعيد المنال

بسام السلمان
حين احتجت وزيرة الاعلام اللبنانية منال عبد الصمد على الوضع وقالت في مؤتمر صحفي مقتضب الذي اعلنت فيه استقالتها: “أعتذر من اللبنانيين الذين لم نتمكن من تلبية طموحاتهم.. التغيير بقي بعيد المنال”.
شملت في جملتها الاخير كل الحكومات العربية التي تعلن انما جاءت من اجل التغير والعدل والعدالة والحرية والمساواة وحرية التعبير والراي والراي الاخر، وتعلن في برامجها امام مجالس النواب والفضائيات انما بعثت لتتمم العدالة والنهضة لكنها في حقيقية الامر كما قالت منال عبد الصمد التغير بعيد طالمنال.
وعندما تقع الكارثة ويقتل فيها الاطفال سواء كان في التفجيرات او في الغرق او التسمم الغذائي او حوادث السير على الطرق التي تنتظر عشرات السنين من اجل فتحها واصلاحها وتختفي الحكومات خلف الكورونا فان التغير سيكون بعيد المنال.
وعندما يتم التعامل مع الفئات الاكثر ثقافة وتعليما وتضحية بالعصا والدبابة والقنابل فان التغير بعيد المنال.
وعندما يقتل الاخ اخاه بحجة حماية الامن وتعتدي طائفة على طائفة بحجة حماية الدولة ويعدم ويقطع بالمنشار صاحب رأي فان التغير بعيد المنال.
وعندما يرفض الطرف الذي يحكم ان يسمع رأي الطرف الاخر المحكوم ويتعنت برأيه ويرفض اي انتقاد لسياسته بحجة حماية البلد فان التغير بعيد المنال.
وكلما تأملنا بمجلس نواب خيرا وقلنا بيده الحل والربط كونه سلطة تشريعية قادرة على احقاق الحق والزام السلطة التنفيذية “الحكومة مكانها وعدم السماح لها بالتغول على الشعب اولا ثم على باقي السلطات خاب املنا وقلنا “التغير بعيد المنال “.
كلما تأملنا خيرا في بلد ما بحكومة جديدة ورئيس وزراء تاريخه نضالي خيرا جاءت الحكومة مخيبة للامال وتفوقت على سيئات التي قبلها وعلى رأي منال عبد الصمد ” التغيير بقي بعيد المنال”. يا منال