الرئيسية / كتاب الموقع / تغيير الحال من المحال

تغيير الحال من المحال

سليم ابو نقطة
مشكلتي مع الكتابة هو انني كلما جئت لاكتب شيئا تذكرت انني  قلته قبل ذلك، فانا وغيري نكرر تاريخنا دون أن نتعلم من أخطائه، بل أصبحنا نكرر حاضرنا نفسه بكل سخفه وحماقته ، ان كل  ما كتب ولا زال يكتب عن  تردي احوالنا  ما هو الا محاولة يائسة للتغير لا ينتج عنه شيء .         
قد يظن  البعض ان في كلامي هذا يأس  و مع أن اليأس ليس عيبا على الإطلاق  بل هو كلام واقعى يشخص الحالة  المزرية  التي صرنا اليها  ، والتى لا تجعل لأى كلام أيا كان أى معنى، لكننى مع إدراكى لذلك أكتب، وأنت تقرأ ــ هذا إذا كنت لا تزال تقرأ ــ  فكلا منا يفعل ما يظن أنه يتوجب عليه فعله  ويبقى تغيير  الحال من المحال
ربما ترى معي  ان كل ما كتب  عن الحكومات السابقة  تجده صالحا للنشر بحذافيره عن الحكومة الحالية او  حتى القادمة  فالتغيير لا يطال الا  اسماء  اصحاب الدولة والمعالي.
قد نكون نحن  اكثر شعوب الارض تعرضا للابتزاز المالي والذي يأتينا على هيئة ضرائب لكن
نعمة النسيان التي حبانا الله بها هي التي تمحو كل المصائب التي تعرضنا لها وهذا  ما يجعلنا قادرين على تلقي اي مصيبة قادمة دون ان نسترجع سابقاتها
ربما لاننا شعب يعيش على ردات الفعل  ولذلك ستجد في كل ابتزاز ضريبي  يطالنا نقابله اما  بالمطالبة  باسقاط الحكومات او بالهتاف بمكافحة الفساد ناسين ان تغيير الحكومات بات عرفا لا ينطوي على شيء  والامل بمكافحة الفساد هو كأمل  الام التي اوقدت النار على القدر بعد ان املأته حجارة  حتى تنضج لتطعم صغارها

تعليق واحد

  1. فهمي عبد العزيز

    التغير.. هو الثابت الوحيد في هذا الكون، وليس على الأرض فقط… وهذا ما يعنيه مفهوم “الحياة”.. وأما أن يكون “تغير الحال من المحال”، فإن الحديث عندها يكون عن “الموت”..!! وأقله “الجمود”..؟؟ فنحن أفرادا وجماعات، دولا وشعوبا، بعدنا على حطة إيد “التاريخ” أو “الماضي”، فـ”المحال” إذن طبيعي في هذه الحالة.. طالما أننا نكرر “أقوالنا”، وهذه سمة “الثقافة القولية”: “قال” و”روى” و”حكى”..؟!، وطالما أن لا وجود “للفعل المضارع”، فمن الطبيعي أن لا ندرك وجودنا في “الحاضر/اليوم”، وبالنتيجة إدراك أننا في طريقنا إلى “الغد/المستقبل”..؟! وتلك سمة الشعوب” الميتة والتاريخية”.. فلا عجب يا استاذ سليم..؟!