تذكير الصائمين بمقاصد الصوم.

كتبه د. ثامر حتاملة عضو رابطة علماء الأردن

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عزوجل في الحديث القدسي قوله: (قَالَ اللَّه تعالى: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ، وَلاَ يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) [رواه البخاري ومسلم]. فلقد مَنَّ الله تعالى على أمَّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بفرض الصيام، وذكر في الحديث القدسي بعضاً من مقاصد الصيام وثمراته، فالصوم مستثنى من الأعمال المضاعفة إلى حدٍّ مُعيَّن، فالأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف؛ إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد، بل يضاعفه الله عز وجل أضعافا كثيرة بغير حصر عدد فإن الصيام من الصبر وقد قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10] ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر. والصبر عموماً ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة، وتجتمع الثلاثة في الصوم، فإنَّ فيه صبراً على طاعة الله، وصبراً عما حرم الله على الصائم من الشهوات، وصبراً على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش وضَعْف النفس والبدن، وهذا الألم الناشىء من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه من كرم الله تعالى بأضعاف كثيرة لا يعلمها إلا الله، وقد ترك الكريم سبحانه وتعالى ذلك لكرمه. فرمضان دورة تدريبية لتعويد النفس على الصبر: صبر على الجوع وقلة الطعام، ففيه يتعوَّد الإنسان على الجوع، وفيه يتذكر الإنسان الفقراء الذين يعيشون كلَّ يومٍ بمثل هذا الجوع، وما أكثرهم بين الناس، فالمسلم مأمور بمد يد العون للفقراء ومساعدتهم على قدر طاعته. كما يرى المؤمن أن بإستطاعته ترك المعاصي متى شاء، وترك الأخلاق السيئة والأذى متى شاء، ويستطيع الإحسان إلى الفقراء كذلك. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين كتبه د. ثامر حتاملة عضو رابطة علماء الأردن