الرئيسية / كتاب الموقع /  بالطائرة يا ملك البلاد 

 بالطائرة يا ملك البلاد 

الدكتور ناصر نايف البزور
باتَ مِن شبه المؤكّد أن يقوم ملك البلاد بزيارة تفقّدية لأحوال لواء الرمثا مع نهاية الشهر الجاري؛ وهي جزء مِن زيارات ولفتات ملكية كريمة يقوم بها جلالته بين الفينة والأخرى كلّما سمحَ وقته بذلك لتفقّد أحوال أبنائه في أنحاء المدن والقرى والمخيّمات والبوادي…
لن أقول لجلالته كما يقول غيري: “أهلاً بك في الرمثا يا جلالة الملك”… فأهلُ البيتِ لا يحتاجون دعوةً ولا ترحيباً وهم في بيتهم وبين أفراد أسرتهم…
وبهذه المناسبة أرجو مِن الله ما يلي:
الأوّل: أرجو يدخل جلالة الملك مدينة الرمثا بالطائرة مِن الأعلى وينزل في وسطها ليرى حِسبتها والشوارع والبيوت المحيطة بها، والناس الذين يعيشون في أزقّتها وحواريها؛ ليرى أحوالهم وواقعهم المرير وليستمع إلى همومهم وآمالهم؛ فهؤلاء هم شريحة حقيقية مِن المُستهدفين مِن هذه الزيارة الملكية الكريمة… 🙂  فإن دخلها جلالته بسيارته مِن مدخلها الرئيس الجنوبي أو مدخلها الغربي أو مدخلها الجنوبي الغربي فسيرى ما لم يراه في دابوق ولا في تل غبار مِن قصورٍ مُترفةٍ فخمةٍ ومِن فلل فارهة… عندها لا يُمكن للزيارة أن تُحقّق أهدافها المرجوّة؛ فمدينةٌ هذه أحوالها وهذه أحوال أبنائها (هذا ما يظهر لمن يدخلها مِن أطرافها) ليست بحاجة إلى أيّ مساعدةٍ عاجلة أو آجلة… 🙁
ثانياً: أرجو أن يقوم جلالته بزيارة القرى والبلدات التابعة للواء الرمثا كالبويضة وعمراوة والذنيبة؛ فهي تعكس واقع اللواء في وسطه وأطرافه بعيداً عن الترف والثراء الفاحش الظاهر حول مداخل اللواء والذي لا يُشكّل 5% من وضع أهل الرمثا…
ثالثاً: أرجو مِن وجهاء الرمثا الحقيقيين مِن أهل الحكمة والفكر و والعلم والخير أن يُخاطبوا جلالة الملك ويبوحوا له بإيجاز وبدقّة عن أهمِّ حاجات أبناء اللواء الحقيقية بعيدا عن العموميات والعبارات المنمّقة والكلاشيهات التي لا تُقدِّم ولا تؤخّر…
رابعاً:  أرجو الابتعاد عن المطالب الشخصية والفئوية والعشائرية؛ وأن تكون جميع المطالب مُنصبّة على بعض بعض بعض المشاريع العامّة والعملية التي تخدم جميع أبناء اللواء بعيداً عن الأحلام والأمنيات… 🙂
خامساً: أرجو أن لا يستأثر نوّاب وأعيان وأثرياء الرمثا بوقت زيارة الملك الثمين في إلقاء الكلمات الترحيبية الرنّانة الطويلة والقصائد الشعرية “المُستعارة” بلاغةً أو وزناً وقافيةً أو في محتواها الخطابي من العصور البويهية والسلجوقية… 🙁  وأن يُعطوا المجال لبُسطاء وفقراء ومساكين وعامّة أبناء الرمثا من الجلوس مع مليكهم والحديث معه مِن القلب إلى القلب… 🙂  فملك البلاد عفويٌ وبسيطٌ يُحِبُّ البسطاء؛ وما جاء جلالته إلاّ ليلتقي بهؤلاء البُسطاء؛ أمّا عِليةُ القوم فلديهم الفرصة لرؤية أو لِلقاء جلالته في مناسبات رسمية وغير رسمية عديدة في كُلِّ عام… فلا تحرموا مَن طال انتظاره لهذه اليوم من فُرصةٍ قد تكون الوحيدة له في عمره… 🙁
سادساً: أرجو من الأثرياء الذين يتنافسون بشدّة على دعوة جلالة الملك لقصورهم لتناول مأدبة الغداء أن يُخصّصوا نصف الموائد للفقراء والبسطاء وأن لا تقتصر موائدهم فقط على أمثالهم مِن الأثرياء… وإن كان يُزعجهم أن يدخل الفقراء قصورهم فيحسدوهم أو يوسّخوا قصورهم، فليُخصصوا نصف تكلفة مناسفهم للتصدّق بها على مساكين الرمثا ومحتاجيها… فهذا سَيُفرح الملك أكثر بمليون مرّة مِن تناول مناسفهم… 🙁 والله مِن وراء القصد

تعليق واحد

  1. ابو جلال ابو عراق

    بارك الله بك على هذه التوجيهات والملاحظات الهادفه نعم كل ما قيل في كلمتك المرموقه هو الواقع لاهل الرمثا فلنعتبر من الزياره السابقه لجلالة الملك من ساعة دخوله للرمثا الى مكان استقباله والمتحدثين اللذين خذلونا بخطاباتهم وبنفاقهم حتى خرجنا من المولد بلا حمص سوى ان تشرفنا بزيارة الملك شكراً للدكتور ناصر البزور عل هذه التوجيهات التي نأمل ان يؤخذ بها