الرئيسية / كتاب الموقع / الى الاسطبل

الى الاسطبل

بسام السلمان
انشد احد الخلفاء قصيدة امام مدعويه وحاشيته، وكان جالسا بينهم الشاعر أبو نواس، وبعد ان انتهى الخليفة من القاء القصيدة، نظر الى ابي نواس وسأله:
هل اعجبتك القصيدة يا شاعر؟
فأجابه ابو نواس: لا اشم بها اية رائحة للبلاغة.
فغضب الخليفة وأسرها في نفسه، ثم مال على حاجبه وقال له : بعدما انهض وينهض المدعوون وينفض المجلس احبسوا شاعرنا في الاسطبل مع الخراف والحمير.
وظل ابو نواس محبوسا في الاسطبل شهرا كاملا، ولما افرج عنه وخرج من الإسطبل عاد الى مجلس الخليفة.. وعاد الخليفة الى القاء الشعر وقبل ان ينتهي من الإلقاء نهض ابو نواس، وهم بالخروج، فلمحه الخليفة وسأله: الى اين يا شاعر؟
فأجاب ابو نواس الى الاسطبل يا مولاي.
تستحضرني هذه القصة في الوقت الذي يعتذر الكثير عن ابدأ رأيهم في كثير من القضايا خوفا من السلطان، والسلطان هنا بدءا من الصديق والقريب ومرورا بالمسؤولين من الدرجة العاشرة حتى نصل الى الدرجة الاولى والخاصة.
وايضا ما يتم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي ومجاملات يرغب في الحصول عليها الكثيرين خاصة على موضوع الصور وان لم نقدمها لهم فيقومون بحذف الصداقة وربما يرسلون اصحاب الرأي الذي لا مجاملة به الى الاسطبل.

2 تعليقات

  1. صديقي..
    السلطان الحقيقي هو (ذات) العمل، لنص الذي يخرج من ممتلكاتك إلى ممتلكات المتلقي.
    وتقييم أي نص يحتاج إلى من يمتلك أدوات التقييم فعلا .
    بالنسبة للتقييمات فإنها تقوم على لغة النص لأن اللغة هي وعاء أي نص.
    ثم فكرته وطريقة بناءه وسلاسة إيصاله للقارئ دون (تمييع) للنص ولغته.
    الفكرة ..فكرة النص هي )عامود الوسط للبيت ..ضرورتها مناسبتها وطريقة طرحها.

    فيما يخص السلاطين فالمحب: هو أول من يشير إلى أخطاء النص وعثراته وهذا أهم
    قارئ ومتلق، لأن المحب لا يداهن ولا يجامل صاحبه حتى لا يكون أحد معاول هدم النص.

    الثاني..محب ..لكنه يجامل فيتسبب في خداع الكاتب دون قصد ..وهذا خطر.

    الأخطر من هؤلاء جميعا هو من يدرك أن النص يستحق القراءة وإبداء للرأي والمشاركة
    ولكنه وبسبب كرهه للكاتب يحاول تشويه النص بكل السبل. !!

    أنت في معركة يا صديقي ولا تصدق ان الكل يريد المصلحة العامة بدليل تكاثر الفساد والمفسدين
    ومحاولة هدم الجيد قبل السئ..نحن بحاجة إلى الكثير من الجرأة ومناقشة النص بعيدا عن شخص الكاتب.

    (وكأن قسم طبيخ النّور حفزك لكتابة هذه القصة !

    احترامي وتقديري

  2. اثبت استاذ بسام ثبتك الله على الحق والعدل –
    يقول الشاعر جبران :
    أدار العدل ما أنساك دهري
    قضيت بساحتيك أعز عمري.
    وما مثل القضاء مجال فخر
    ولا مثل العدالة رمز طهر.