الرئيسية / كتاب الموقع / الملك متخفيا ..عود على بدء 

الملك متخفيا ..عود على بدء 

الملك متخفيا ..عود على بدء

رمضان الرواشدة

خلال اليومين الماضيين قام جلالة الملك عبدالله الثاني بزيارتين مهمتين لهما دلالاتهما في الحياة العامة والبرنامج اليومي لجلالة الملك ،اولهما زيارة جلالته الى احدى تشكيلات الدفاع الجوي في الجيش العربي الاردني دون مقدمات وبدون ان يرافقه احد من المسؤولين العسكريين ، والثانية زيارته متخفيا لدائرة اراضي شمال عمان ،وايضا دون اعلام المسؤولين وذلك لتلمس حاجات الناس مباشرة.

هذه الزيارات الملكية لن تكون خارجة عن سياق زيارت اخرى ينوي الملك القيام بها خلال الايام القليلة القادمة لعدد من المؤسسات والدوائر والوزارات الحكومية وذلك بعد ان شعر جلالته ان هناك حاجة مباشرة ليطلع على الواقع بعيدا عن التقارير المنمّقة التي تصله وبعيد عن عروض (البوربوينت )على شاشات الكمبيوتر في الغرف المغلقة التي يتفنن بها الوزراء والمسؤولون.

لو فكر كل مسؤول بما يفكر به الملك وبما طرحه في اخراجتماع له مع مجلس الوزراء لما كنا بحاجة الى التدخل الملكي بزيارات كهذه حيث اكد جلالته على اهمية حماية المستثمرين وضرورة اتخاذ القرار الجريء من المسؤول في تطوير مؤسسته ومن لا يريد فليذهب الى بيته وضروة مراعاة ظروف الناس عند اتخاذ القرارات الحكومية الاقتصادية والسياسية والمطلبية حتى لا نصل الى ما وصلنا اليه في الظروف الحالية من ازمات.

الزيارات الملكية المفاجئة هي عودة الى نمط من الزيارات التي مارسها جلالته في بداية حكمه قبل عشرين عاما حيث دأب الملك على القيام بزيارات مفاجئة لا يدري بها المسؤولون ولا يرافقه فيها احد باستثناء واحد او اثنين من الحلقة الاستشارية المحيطة به.

وكنت انذاك صحفيا في الرأي اغطي نشاطات الملك ،وكنا نتابع مع دولة سمير الرفاعي امين عام الديوان ومستشار الملك انذاك ومع معالي علي الفزاع مستشار الملك الذي كان يرافقه في عدد من الزيارات، تفاصيل هذه الزيارات المفاجئة وكان التوجيه ايامها من لدن جلالته ان على الصحافة مهمة متابعة جولاته المفاجئة وتلمس مدى التطور الذي حصل بعد زياراته تلك ،ومن أهمها كانت زيارة الملك لمستشفى البشير التي اخذت صدى كبيرا نظرا لاهمية المستشفى الذي يخدم مليون اردني في شرق عمان.

الزيارات الملكية ترسل رسالة واضحة للمسؤولين مفادها انني كملك ما زلت غير مطمئن لسير الامور ولنشاطات الوزراء الذين بدلا من الركون الى مكاتبهم ودوامة الاجتماعات التي لا تنتهي عليهم النزول الى الناس ومعرفة حاجاتهم وتلمس همومهم.

وهذه الزيارات الملكية رسالة مباشرة الى كل مدير ووزير ان الملك هذه المرة سيطلع بنفسه على مشاكل الناس بعيدا عن الكلام المصفوف الذي يسمعه الملك من المسؤولين اثناء لقائه بهم.

نتمنى ان تكون الرسالة قد وصلت وان لا نحتاج الى التدخل الملكي في كل مشكلة كبيرة كانت او صغيرة،، والا لماذا يعيّن الملك الحكومات والوزراء ..أوليس المطلوب ان يقوموا هم بتطوير مؤسساتهم وتلمس هموم المواطنيين الغلابى.

الزيارات الملكية لن تتوقف والايام القليلة القادمة ستكشف المزيد من الزيارات المفاجئة وعلى الوزراء والمسؤولين ان ينتبهوا فهم الان تحت مجهر الاختبار خاصة بعد الكلام الملكي في اخر اجتماع لمجلس الوزراء. وقد اعذر من أنذر..وللكلام بقية..