الرئيسية / كتاب الموقع / الملك “لديرشبيغل

الملك “لديرشبيغل

الملك “لديرشبيغل”

د.عدنان الزعبي

انتهاز نتنياهو لهذا الوقت ليعلن ضم اجزاء من الضفة الغربية , انما هو فعل يؤكد بشكل واضح ان عقلية الادارة الصهيونية , عقلية انتهازية جامدة غير معنية بالمفاهيم والقيم الانسانية , وغير مكترثة بالاخطار والتهديدات التي تواجه البشرية . فكما يبين جلالة الملك في حديثة للصحيفة الالمانية (ديرشبيغل) ان الفكر العالمي لا بد من التغير ليكون اقرب للتعاون والتقارب والتشارك بهدف مواجهة الاخطار التي تهدد البشرية , وتواجه الكرة الارضية ومن يعيش عليها وبعناصر الوجود كاملة ,نجد شخصية عنصرية حقودة سوداوية – تنتهز انشغال العالم بمواجهة خطر (كورونا )، وموت مئات الآلاف واصابة الملايين وتدهور الاقتصاد العالمي والتهديد بتوقف عجلة الحياه – تلهث وراء اطماعها الشريرة وافكارها العدوانية التوسعية , وسيكلوجيتها الانتهازية وعلى حساب حقوق الشعب الفلسطيني وارضه. ضاربة بعرض الحائط القوانين والاعراف الدولية والقرارات الاممية .

تصدي الملك والاردن للمحاولات الصهيونية ودفاع شخصية اردنية عالمية وملك هاشمي من اسرة حاكمة عن حق الفلسطينيين ودعواه العالم الى التكاتف والتشاركية والتصافي ونبذ فكر الكراهية والصدام والتنافر والتناحر ، وتعزيز وترجمة فكر التعاون والتنسيق والتشاور والتفاعل بهدف تحقيق الخير للانسان اينما يسكن واينما يعيش , وخلاص الانسان من ما يعانيه من ظلم او هيمنة , فاذا فرت جائحة كورونا علينا حتمية التعاون لمواجهة الخطر , فان اغاثة المظلومين في العالم وخاصة في فلسطين من اجراءات المستعمرين انما تشكل هاجس كبير لكل قادة دول العالم المنفتح . في الجانب الاخر نجد شخصية مغلقة متحجرة تستغل الوقت والظرف للوصول لاطماعها وبدعم ادارة امريكية متخبطة متهورة تكاد تفتك بالعالم , وتدمر المنجز الحضاري , وتقضي على ما حققه الانسان ؟

الاردن وعلى لسان الملك يؤكد عدم صمت الاردن على المحاولات الاسرائيلية , وعم ترك هذه الادارة المتحجرة اللعب بالمنطقة وايصالها الى حافة الهاوية , خاصة وان منطقتنا لم تشفى من جراحها بعد ،ولم تستطع ان تنهي صراعاتهاها بعد , ولم يكف عويل الامهات على فلاذاتها بعد ، والعالم باسره يعلم ذلك ويدرك ان اسرائيل تضرب بعرض الحائط كل قرارات العالم، بعد ان تلقت من ادارة البيت الابيض الضوء الاخضر الدائم . ويدرك العالم ايضا ان الاكاذيب والتلفيقات التي تطلقها وتحيكها فرق نتنياهوا المجندة لذلك تحاول خلق الضبابية على الدول المعنية كالاردن مثلا لتشويش المناخ العام فيها واشغالها بهذه الكذبه ليتتسنى لها الساحة واللعب بها كما تشاء , وما قصة الثلاثة مليارات دولار من البنك الدولي , وقصص العلاقات مع الخليج , وخلو اسرائيل من الكورونا رغم الاصابات التي بلغت الاف والاموات الذين زادوا عن المئات ,الا دليل على سلسلة الاكاذيب والمحاولات التي تحيكها ضد الاردن . في حين نجد ان الاعلام الاسرائيلي يحريص على رسم الصورة المشرقة لاسرائيل في جميع قطاعات الحياه وخاصة ما يجري داخل اسرائيل حول مرض الكورونا ليخفف من حدة التحدي المفروضه على ادارة نتنياهو في مواجهة هذه الجائحة التي فرضت اولوياتها على كل ادارات دول العالم.

ما بين صدق الملك ودعوته امام العالم لتغيير الفكر العالمي بعد كورونا وتوحيد التوجه العالمي , والتعامل السلمي فيما بين الدول , والتفرغ لخلق مجتمع عالمي جديد ينهض بالاقتصاد بدل التردي الذي يواجه الناس ,نجد الكذب والنفسية المغلقة لنتنياهو في ادارة حكمه . فالم يدعوا دائما الى تحويل التحدي الى فرص ينقذ العالم من الكساد العالمي وبالتالي الفوضى التي قد تنتج جراء صراع البقاء , واحتدام الاقوياء ، نجد نتنياهو يسارع لضم اجزاء من الضفة الغربية ويبرع في تلفيق الاكاذيب ومحاولات خداع العالم. . الملك يضع امام المجتمع الالماني وقارئي ديرشبيغل الواسعة الانتشار، واصحاب القرار في العالم , طموح الانسان بانسانيته, وفكر الانفتاح تجاه مستقبل الكرة الارضية ومجتمع الجنس البشري ، والفرصة المتاحة لانقاذ الارض والانسان ,من بعد الصراع والدمار والقتل والتآمر. في حين نجد نتنياهو يضرب براي العالم بعرض الحائط ويتحالف مع ادارة نتنياهوا لضلم الفلسطينيين واعادة اشعال منطقة الشرق الاوسط .

الاردن وبرسالة الملك يؤكد بان فكر القلعة يجب ان ينتهي , ويبدأ فكر الانفتاح , والنهوض بفكر العيش المشترك والتعاون القائم على الحق والمنطق والفكر الاممي الذي اقرته القوانين والقرارات الدولية . فلسطين لاهلها ,ولا يجوز استمرار سياسة الهيمنة ,التي لا تنتج الا الدمار والهلاك . فهل يدرك العالم خطورة ما يقوم به شخص كنتنياهو وبعقلية لا تعرف الا القتل والتآمر والهيمنة.

تعليق واحد

  1. غيضٌ من فيض

    ينخرط رجال البوليس السرّي في دكتاتوريات العالم العتيدة ضمن “تحالف عميق” يحيط بنشاطاته الغموض والسرية والانتهاك الصارخ لقوانين الدولة الدستورية والتجبر على حرية الناس بدعوى “الاخلاص” للوطن، وكأن الوطن هو التراب والحجارة بدون الناس!؟
    يتغلل ذلك التحالف بالعادة في المجتمع وأجهزة الدولة أفقياً وعمودياً بحيث يشمل بعض من كبار موظفي الدولة المدنيين والعسكريين، برلمانيين، بعض أعيان المجتمع، رجال دين، نقابيين، كتاب صحفيين وإعلاميين، بعض نجوم الفن والرياضة، تربطهم جميعاً مصالح مشتركة وعلاقات مالية وإجتماعية وعائلية، ولا ننسى بالطبع جيش من القطاريز يتبعثرون في مؤسسات الدولة وأنشطة المجتمع العفوية كالأسواق والتجمعات الاحتفالية.
    يؤلف كل ذلك في نهاية المطاف حكومة غير منتخبة تدير الدولة حسب مصالحها الخاصة خارج القانون، وحيث يحتاج ذلك التنظيم الخفيّ بالعادة لأطر ثقافية وإعلامية وربما دينية، فإنه يبرع في أدوات التجسس والتضليل، وينتخب طبيعياً من غير القصد منظرين يبنون له الشرعية ويزينون له السلوك.