الرئيسية / اخبار / المزارع السياحية منتجعات تجذب الزوار

المزارع السياحية منتجعات تجذب الزوار

الكورة – ناصر الشريدة

ويرجع زوار اردنيون، اقبالهم على هذه المزارع المنتشرة في اعالي الجبال والهضاب والمناطق المفتوحة، بسبب توافق عروضها السعرية مع دخولاتهم المادية وتوفر خدمات البنية التحتية وارتباطها بالخصوصية العائلية التي تجمع اكثر من اسرة.

وحسب زوار لعدد من المزارع الاستجمامية، ان المزارع السياحية تفوقت على اقدم المواقع السياحية الاردنية رواجا بعد ان اعتلت الجبال والهضاب باطلالتها الانيقة، ومنحت زوارها من عشاق الطبيعة فرصة العيش لساعات من الهدوء والاستجمام لا مثيل له ودون منغصات.

ويقول محمد البيك احد مرتادي هذه المزارع، اصبحنا نعتبرها ملاذنا الآمن للراحة والهدوء وممارسة الرياضات المختلفة، دون ازعاج وتدخل من احد، ما يعزز ويحفز لحظات المتعة والانتعاش داخلنا بوجود مرافق للتسلية والسباحة واللعب واخرى صحية متميزة تتصف باعلى مواصفات النظافة والتعقيم، عكس ما نجده في المواقع السياحية المفتوحة لعامة المواطنين والتي تغيب عن معظمها خدمات البنية التحتية.

وانتشرت المزارع السياحية في الاردن منذ قرابة الخمسة اعوام، في اطار مفهوم سياحة المزارع الريفية، حيث يرى فيها الاردنيون وضيوفهم انها اماكن لقضاء الاوقات الجميلة طلبا للهدوء والراحة، او اقامة مناسباتهم المختلفة، وسط اجواء يتطاير فيها رذاذ النوافير والشلالات المصطنعة والخضرة من اشجار الزينة والحرجية المهجنة والانارة بالوان قوس قزح، وانغام الموسيقى الناعمة، فعلا اجواء مشجعة للسياحة كما يقول هاشم احمد.

واصبحت هذه المزارع حسب اقتصاديين، مشاريع اقتصادية ناجحة ومصدر دخل لمالكيها على مدار ستة اشهر في السنة على الاقل، وبالاخص في فصلي الربيع والصيف، وعملت على مواجهة الفقر والبطالة من حيث خلق فرص عمل للشباب المتعطل عن العمل.

ويقف الزائر سليمان العواودة على صخرة مشذبة تلفها اضاءة خافتة في احد اطراف المزرعة التي استأجرها ليوم واحد بمبلغ مئتي دينار، وتطل على افق فسيح ترى منه سهول حوران وجبال فلسطين، قائلا مشهد لا يتكرر ولا تراه الا في مثل هذه المزارع، انها سيمفونية نغم الحياة المنشودة التي يتجمل الاردن بها، فلا تدعوا الزمن يفوت عليكم فرصة زيارتها.

واختار عدد من اصحاب المزارع السياحية الاستثمار في مجال اقامة المزارع لتحقيق غايتين، اولها استغلالها لقضاء حاجة اسرهم واقامة مناسباتهم، وثانيهما جلب دخل مادي اضافي يغطي كلفة انشائها ورواتب العاملين فيها وتطوير مرافقها.

ويوضح صاحب مزرعة سياحية في جرش، انه اقام مزرعته لتكون ملاذا له في نهاية كل اسبوع للعيش ساعات دون ضجيج الشوارع واكتظاظ العمران والاحياء في عمان، وليعيش اجواء تغيير روتين وتعب العمل اليومي، التي في الغالب يرافقها تجدد لخلايا الجسم، خاصة حين تغيب شمس اليوم ويبزغ فجر يوم جديد. في الاردن اليوم وفقا لجهات رسمية، لا يوجد ما يسمى بسياحة المزارع، وهذا ما يجعل حصر اعدادها صعبا خاصة ان ملكيتها شخصية، رغم انتشارها بكثرة واقبال الزوار عليها لوجود مرافق خدمية وسياحية متميزة.

ويؤكد مرتادو المزارع السياحية، ان ذهابهم اليها واستئجارها، يصب باتجاه عشقهم للطبيعة وحبهم للاستجمام والمتعة، ولما تحتويه من خصوصية للعائلات، حيث يمضون ساعات الاقامة بكل طمأنينة وانتعاش ودون منغصات، ففيها تتوفر بنية تحتية متكاملة من حمامات ومسابح وجلسات تحت اشجار وارفة الظلال ومنامات فخمة انيقة، حتى انك تشعر بانك في بيتك رغم اختلاف الاماكن وجمالية المنظر.

ولا يرى عشاق المتعة والاستجمام بتلك المزارع ارتفاعا في اسعار استئجارها اليومي وعروضها حسب اوقات الذروة، خاصة انها تجمع عائلات من ذوي القربى والاصدقاء مع بعض، يقضون اوقاتهم بكل سلام وامان وانسجام.

ويحيط بتلك المزارع السياحية اسوار حجرية جميلة تعكس صداقتها للبيئة حتى ان المرافق الداخلية هي الاخرى ارتسمت بطابع الابنية والممرات الصديقة للبيئة.

وزارة السياحة التي منذ نشأتها الى اليوم حملت منظومة تطوير المواقع السياحية الاردنية من حيث توفير البنى التحتية والمرافق الخدمية والترفيهية، لكنها رغم اتساع نطاق اختصاصها الا انها تراجعت امام استثمار اصحاب المزارع السياحية لغياب مرافق جاذبة للزوار في غالبية المواقع التابعة لها.

ويقول مهتمون وناشطون بالسياحة، ان مفهوم سياحة المزارع تتوفر فيه سياحة الاستكشاف بعد ان تمكن عدد من اصحابها استغلال المغاور والكهوف وتجهيزها بوسائل الامان كي يستمع بدهاليزها وقعدتها الزوار.

ان الناظر لسياحة المزارع التي تبناها القطاع الخاص، يرى انها تفوقت وسبقت الحدائق والمتنزهات التي تديرها البلديات من حيث الامكانيات والخدمات والمرافق، رغم ان قدرات البلديات على استثمار مواقعها الاستجمامية اكبر ماديا واوفر كوادر بشرية.

الراي