الرئيسية / كتاب الموقع / العمق الاستراتيجي للدولة الاردنية، المقومات المثبتة والفرص المتاحة، والمعضلات

العمق الاستراتيجي للدولة الاردنية، المقومات المثبتة والفرص المتاحة، والمعضلات

العمق الاستراتيجي 🇯🇴للدولة الاردنية، المقومات المثبتة والفرص المتاحة، والمعضلات.

كتبها ابراهيم الاسعد الداود.

لفت انتباهي امس الامر الملكي لاجراء الانتخابات التشريعية في وقتها، ومع ازدياد معضلة(كورونا)، ارتأيت الاشارة الى ماسبق من عنوان لمقالتي هذة، وسأكون مختصرا ومباشرا في طرحي ان شاء الله، حتى لاتملوا، ولكم الشكر

.. والعمق الاستراتيجي من وجهة نظري هو مجموعة المقومات المادية والمعنوية التي تحفظ اي دولة او مؤسسة من الانهيار او الاندثار، او التي تتيح لها الثبات الى حد معين، حسب توفر تلك المقومات

اولاً المقومات والفرص المتاحة:

١.القيادة الملكية (داخليا)

والتي ادت لاستقرار داخلي وتوفر احد اعلى هوامش للديمقراطية والحريات على مستوى المنطقة.

٢.القيادة الملكية(خارجيا)، والتي حققت انسجاما شبه كامل مع المحيط العربي والدولي

واتساع علاقاتها الدبلوماسية، وهذة تعد من اهم المقومات، حيث تسببت بثقة استثمارية ومنظومة مستقرة.،اذ يضم الاردن لاجئين من حوالي(52) دولة (حسب احد التقارير )

أكثرها(فلسطين/سوريا/ العراق).

 

٣.الكفاءات القيادية والادارية والاكاديمية، فبالمقارنة مع حجمه وتعداد سكانه، يعد الاردن من اكثر الدول تصديرا للكفاءات والقيادات (المشهودة) على مستوى الوطن العربي، وهذا مقوم استراتيجي هام جدا في بناء عجلة التقدم والتطوير والثقة وجذب العلاقات وتمتينها، وجلب العملات الصعبة.

٤.المناخ المتنوع المتميز، مابين العقبة والبحر الميت والاغوار، وهذا مقوم استراتيجي يمكن ان ينعكس ايجابا على السياحة والزراعة والكلف الانتاجية.

٥.السياحة والسياحة العلاجية، فوجود اثار متنوعة ومتميزة وذات جاذبية عالمية، وكذلك وجود مقومات السياحة العلاجية كالبحر الميت، كحالة عالمية فريدة، وكذلك عدد من الينابيع الحارة، كل ذلك يهيء لجذب سياحي مميز، ينعكس دخلا قوميا في شتى الاتجاهات.

٦.اسطول الشحن البري الاردني والذي يتحرك من اوروبا الى اسيا وافريقيا

ثانيا المعضلات:

١.بساطة العمق الجغرافي من حيث الابعاد والمسافات، فهي قليلة جدا على دولة مثل الدولة الاردنية وماتضطلع به من دور اقليمي،وهذة لاسبيل لزيادتها الا من خلال التمسك بالعمق العربي وتمتين العلاقات والحفاظ عليها

٢.قلة المصادر المائية، وقلة مقومات الطاقة، وهاتان مرتبطتان ببعضهما بشكل وثيق؛ فتحلية المياه يحتاج الى الطاقة المكلفة، وارتفاع كلف الطاقة كالانارة والتدفئة والتبريد ينعكس سلبا على دخل الفرد وصحته وحياته الاجتماعية بشكل سلبي.

ماهي الحلول لمعضلاتنا:؟

١.تمتين دور المؤسسة التشريعية لتحقيق مايلي :

* التخلص من القوانين المؤقتة.

* التخلص من القولبة العشائرية في الانتخابات جميعا والانتقال الى الحالة الوطنية.

* ايجاد حكومات قادرة ذات كفاءات وطنية وبرامج استراتيجية عابرة.

*تحقيق الفصل بين السلطات، لتحصيل اجود المخرجات التشريعية والتنفيذية والفكرية.

*ضبط برامج ومؤسسات التوظيف لتكون (العدالة في الفرص) اهم معاييرها.

*توزيع التنمية بشكل عادل بين المحافظات دون الالتفات للعشائرية او التواجد في مواقع السلطة.

*خفض الامتدادات العمرانية في المناطق النائية والمناطق الزراعية والتي تسببت بهدر ضخم للاموال تمثل ببناء مدارس وشبكات كهرباء وشبكات للطرق لمناطق لايسكن فيها الا القليل مماتسبب بهدر الاموال والطاقات،والقضاء على المساحات الزراعية.

ولنعترف ان ذلك كان على حساب الوطن تحت مايسمى (العشائرية) ، فقد وجدت مدارس تكلفتها عدة ملاين وفيها صفوف مجمعة بعدد كامل لطلاب المدرسة لايتجاوز (٣٠طالب) بينما مناطق مأهولة لايجد ابناءها مقاعد للدراسة.

*التركيز على المشاريع والبرامج (الاقل كلفة) (والاكثر توقعا للنجاح) (كالسياحة والزراعة والتعليم) والابتعاد عن المغامرات او المشاريع التي ترتفع كلفها وتنخفض مردوداتها

، وعلى سبيل المثال لذلك: محاولة مجاراة وتقليد بعض الدول بمايسمى الكرة الشاطئية، فقد تفاجأت ذات يوم بأقامة مباراة في احدى الصالات المغلقة تحت مايسمى بالكرة الشاطئية(طبعا الارضية ترتان وليس رملية) اي اننا نقلد بغض النضر عن التكلفة والاصالة، او حتى الجدوى الاقتصادية.

*ايجاد برامج تصنيعية وبكلف اقل للسلع ذات الاثمان الغالية.

*التركيز على تطوير التعليم والتعليم الجامعي والتدريب والتأهيل المهني لزيادة فرص تمكين الاردنيين كموارد وكفاءات بشرية يمكن تصديرها للمحيط الاقليمي والدولي.

 

*خفض الكلف والاشتراطات على المدارس الخاصة وتوفير دعم ضريبي لها سواء من خلال الرسوم الجمركية والترخيص المجاني لحافلاتها او من خلال الرسوم والضرائب، فهي تحتضن ثلث ابناء الوطن معلمين وطلاب، اسوة بالدول الاخرى، التي تقدم دعما مباشرا لتلك المدارس،

والتي تقوم بجزء كبير من دور الحكومة ووزارتي التربية والتعليم، والعمل.

* وضع مخطط استراتيجي لوفر مالي وطني ومخازن استراتيجية لمواجهة اي مستجدات وطوارئ كالسيول والفياضانات والزلالزل لاسمح الله، والامراض والاوبئة.

 

* دعم قطاع الشحن والسائقين وتخفيض الرسوم عليهم ورسوم الترخيص، وايجاد طرق خاصة ذات كفاءة وبنية مناسبة

. والله من وراء القصد

حمى الله الاردن امنا مستقرا ووفقنا شعبا وقيادة لكل مايحبه ويرضاه

.. . ابراهيم الداود