الرئيسية / كتاب الموقع / الراعي والرعية في الرمثا

الراعي والرعية في الرمثا

د. عدنان سعد الزعبي
من السمات الحكيمة للقيادة الفعالة هي التواصل. فالقائد الذي يعيش مع ابنائه في الوطن عن كثب, ويتحاور معهم ويتعرف على تطلعاتهم وهمومهم ومشاكلهم ويتحدث عن مستقبل الوطن مستمعا لاقتراحاتهم ومتعرفا على نقاط القوة والضعف ناهجا ما يجمعون عليه تجاه حياتهم اليومية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية انما يمثل حقيقة التلاحم بين القائد والشعب.

عود الملك الاردنيين على ان يلتقي بهم ومنحهم المجال ليتحدثوا ويعبروا عن ما يجوب بخاطرهم نقدا ومدحا ويحاول الاجابة وطمأنة المواطنين عن واقع المسيرة وتحدياتها والدور المطلوب من الجميع في مواجهة التحديات, ولا يخفي الملك دائما وبصراحة متناهية واقع الحال والصعوبات الجمى التي يواجهها الاردنيون وخاصة في المناطق التي شهدت تواجدا كبيرا للاجئين في مناطق الشمال ومدى المعاناة التي تحملها الاردنيون في سبيل حماية وطنهم والتعبير عن الاخلاق والقيم والشهامة العربية التي يكنها الشعب الاردني باصوله ومنابته.

ففي القريب العاجل سيحل جلالته ضيفا عزيزا على لواء الرمثا , وكعادته يتفقد احوال رعيته , ويطمئن على ان المعنويات ما زالت قوية والامل دائما اكبر , كما سيؤكد جلالته ثقته بالمستقبل وبقدرة الاردن على تجاوز كل الصعوبات , بل وعلى مكانة الاردن اقليميا ودوليا , خاصة وان الاردن هي الدولة التي كانت على الدوام النصير لقضايا الامة , المدافع عن حقوقها , باعتبار ذلك رصيدا عظيما استطاع الاردن ان يحقه على الصعيد الدولي.

الملك يدرك أن الاردني ليس بعيدا عن السياسة وليس مغتربا عن الاحداث التي تجري في الاقليم ومدى انعكاسها على الداخل الاردني ومعاناته منها خاصة وانه مرتبط تواصليا في الاقتصاد والبنى الاجتماعية مع جيرانه العرب , وبالتالي فحالة اللهيب والنار والدمار التي اجتاحت المنطقة لم تجد من المواطن الاردني إلا التحمل والحرص على بقاء بلده آمنا ومستقرا , لم يخدش حياء وشرف وطنه ولم يجرح كبرياءه ,رغم ما يعانيه من فقر وبطالة , وتحمله لأمراض اجتماعية كالفساد والشللية والمحسوبية ومالية كافقر والبطالة.

فالمواطن في الرمثا سيردد هذه الامراض وسيكون صادقا مع جلالته في الواقع الاقتصادي المر والمعاناة التي يتحملها في سبيل بقاء كرامته.

ابناء لواء الرمثا يتعايشون مع هموم ومعاناة الاردنيين جميعا وفي مقدمتهم جلالة الملك ويحاولون قدر الامكان تحمل المسؤولية من أجل التخفيف على الوطن , رغم كل المنغصات والضعف والكسل الذي عودتنا عليه الحكومات المتعاقبة .

سيتحدث ابناء اللواء عن تناقض معادلة الانتاج في لواء الرمثا والتراجع في النشاط الاقتصادي والانعكاس على المحال وحركة النقل التي اشتهر به لواء الرمثا مع سوريا والعراق والخليج .

سيتحدثوا عن البطالة والفقر الذي ضرب هذا اللواء بعدما كان منطقة حرة يستفيد منها كل ابناء المملكة , ففتح الحدود مع سوريا ومع العراق وتخفيف بعض القيود الموضوعه على الحدود الجنوبية سيسهل حركة النشاط لاكبر اسطول شاحنات في المملكة وبنفس الوقت سيسهل الحركة التجارية الحدودية لكل ابناء الوطن .

الايدي العاملة الوافدة ومن جنسيات عربية وغير عربية لم تجد الجهد اللازم لتنظيمها وموازاتها مع العامل الاردني وتقدير ظرفه , فاستيلاء هذه العمالة امر اساسي لدى ارباب العمل الذي ينظرون للاقل كلفة .

سيتحدث اهل اللواء عن فوائد مدينة الحسن الصناعية ورفع سقف الرواتب للعاملين , فلا يعقل وأمام هذا الارتفاع والتضخم ان تبقى رواتب العاملين – من ابنائنا وبناتنا وعلى مدار8-10 ساعات يوميا -لا تزد عن( 8 -9)دنانير

سيتحدث عن نقص الخدمات المائية والصرف الصحي الذي اصبح مطلب الجميع , كذلك الخدمات الطبية التي تراجعت بمستوى كبير مع تراجع في دخل البلدية وتعطيلها عن القيام بمشرايعها المختلفة , اما قطاع الشباب فله نظرة اخرى لم تجد وعبر قطار الحكومات المختلفة دعما حقيقيا لمستوى بدأت مسيرة الاندية بالتبعثر , والحركة الثقافية بالتلاشي , وبات الحديث عن الفكر والثقافة نمط من العبثية . فكيف سنصنع الابداع والخلق ولم نجد مجرد المكان الذي يحتضن ويتبنى مثل تلك الابداعات.

اما التعليم فنحن بحاجة الى مزيد من رفد مدارس اللواء بالمعلمين الاكفاء والشباب الخريجين الذين يملكون العزيمة والاندفاع نحو التدريس ويرتقون مع ابناءنا الطلبة وفق احدث وسائل التواصل المعرفية , هذا مع وجود نقص في المدارس الحديثة ومستلزماتها المخبرية والملاعب والمرافق والمناخات التعليمية.

تحولت اراضي سهل حوران الخضراء ومنابت القمح والحبوب , الى جبال من الاسمنت والحجارة , ولم تصبح حوران الخضراء هي حوران التي تدر السمن والعسل , فالزحف العمراني سوف يأتي على كل بقعة وسنبقى بين اكوام من الحجارة ليس لابناءنا متنفس .

لا نقبل من احد أن يصف الواقع الاقتصدي بأنه بالف خير , ولا نقبل ذلك لان الواقع غير ذلك والملك يرغب وعلى الدوام الصدق والتعبير الحقيقي عن واقع الحال دون مبالغة ولا تهويل .

نريد من المتحدثين, واقعية الطرح ومعقولية المطالب وامكاية تحقيقها فتوسيع قاعدة المشمولين بصندوق المعونه مطلب معقول , لكن تضخيم المشاريع المطلوبة وبالميارات غير معقول وغير مقبول ,لان هناك موازنات .

فرض علينا ان نشكر كل من قدم لهذا الوطن وضحى من اجله فنحن اول الشاكرين . فاهلا وسهلا بالملك في رحاب الرمثا- المدينة واللواء .