الرئيسية / كتاب الموقع / الثقافه و التعلم والتعليم

الثقافه و التعلم والتعليم

بسم الله الرحمن الرحيم

( الثقافه و التعلم والتعليم )

لا بد قبل الدخول في صلب موضوعنا هذا أن نبين مفهوم كل من الثقافة من جهة والتعلم والتعليم من جهة أخرى .

 

فالثقافة إخوتي وأخواتي نمو معرفي تراكمي على المدى البعيد بمعنى انها ليست علوما ولا معارف جاهزة يمكن للانسان الحصول عليها واستيعابها وفهمها في زمن قصير .

وتنتقل الثقافة عبر الاجيال بواسطة السلوكات وليس عن طريق الكتب . فهي مكتسبه من المحيط الذي نحن فيه .

 

اما التعلم فهو عبارة عن نشاطات يقوم بها الفرد ذاتيا تساعده في اكتساب المعارف والمهارات بالتجربة الذاتية .

والتعليم عبارة عن عملية تفاعلية يمارسها المعلم لينقل بها المعلومات والمعارف التي يختزنها وتختزنها الكتب إلى الطلاب بهدف تنمية اتجاهات وقيم معينه لغرسها في نفوسهم .

 

نعود الآن إلى موضوع مقالنا الرئيس وهو الثقافة والتعلم بعيدا عن التعليم ، لانه وبعد استعراضنا للمفاهيم الثلاث – الثقافة والتعلم والتعليم ، نجد أنه ليس لزاما ولا شرطا أن تبنى شخصية الإنسان فقط عن طريق التعليم .

 

فكم من انسان لم ينل حظا من التعليم ترى أن لديه من المعارف العملية والمهنية والعلمية الشيء الكثير ، وبالمقابل تجد من الناس من يحملون أعلى المؤهلات الجامعيه قد لا يستطيع التعامل مع موقف ما ، ولا يستطيع الإجابة عن موضوع سوى المواضيع التي تخصص بها في الجامعة .

 

وكم من المرات شاهدنا بعضا من مذيعي التلفزيونات المختلفة ، يقومون بجولات ميدانية في الجامعات ويوجهون أسئلة في مواضيع متنوعة وبسيطه ولكن نسبة لا بأس بها من طلبة الجامعه لا يستطيعون الإجابة عنها .

 

ترى لماذا ؟

إما لانعدام الثقافة والتعلم الذاتي لدى شريحة واسعة منهم

أو لأن طرق التدريس تعتمد على التلقين والحفظ ، لأن كل ما يهم الطالب في النهاية هو الإجابة عن الأسئلة والحصول على العلامة ، وبعدها ينسى الطالب ما حفظه من معلومات ، فلا قيمة لها بعد ذلك لأن الهدف منها قد انتفى .

 

فأيهم برأيكم يستحق أن يكون في موقع مرموق ويكسب احترام الناس في مجتمعاتنا ؟؟

 

للأسف الشديد أصبحت الشهادة هي المعيار الوحيد للحصول على الوظيفة في أيامنا هذه .

رحم الله أيام كان من يحمل شهادة السادس الابتدائي يحق له أن يكون معلما ( مدرسا ) وكان يخرج جهابذة أصبحوا فيما بعد أفضل الأطباء والمهندسين والمعلمين .

 

أختكم وابنتكم الكاتبة : نهيل الشقران