الرئيسية / كتاب الموقع / التطبيع المجاني  رمضان الرواشدة

التطبيع المجاني  رمضان الرواشدة

التطبيع المجاني

رمضان الرواشدة

من غير المفهوم ولا هو طبيعي قيام بعض الدول العربية البعيدة عن فلسطين ولا تربطها حدود او معاهدات بالتطبيع المجاني مع اسرائيل في وقت حرج تمر به القضية الفلسطينية وتحتاج الى دعم كل العرب من اجل الضغط على الاسرائيليين لاحقاق حقوق الشعب الفلسطيني.

اخر هذه المحاولات التطبيعية هو اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو مع رئيس المجلس السيادي السوداني عبدالفتاح البرهان في عنتيبي باوغندا. والذي جاء حسب البرهان لمصلحة امن وسيادة السودان وسرعان ما تمخض هذا اللقاء عن قرار سوداني بالسماح للطائرات التجارية الاسرائيلية المتجهة لامريكا الجنوبية بالتحليق في الاجواء السودانية مما قلل ساعات الرحلة ثلاث ساعات واعلن عن ذلك نتنياهو بافتخار وهو ما يعد مكسبا له في الانتخابات التي يخوضها والمقررة في آذار القادم .

السودان هو بلد القمة العربية التي خرجت بلاءات ثلاثة قبل خمسين عاما ومعروف عن السودانيين حسهم القومي العربي ومواقفهم المؤيدة للقضية الفلسطينية ومع ذلك يبقى اللقاء الذي رعته دولة عربية والادارة الامريكية لغزا من الالغاز الا دفاع البعض بان اللقاء سيوفر غطاء سياسيا امام الادارة الامريكية لرفع العقوبات عن السودان وعن قائمة الدولة الراعية للارهاب.

هذا اللقاء ليس هو الاول بين مسؤولين اسرائيليين وعربا ولن يكون الاخير ما دمنا نعيش لحظة الانهيار العربي المذل والتفتت الذي تعاني منه الدول العربية وقد اعلن نتنياهو ان اللقاءات المعلن عنها مع العرب ما هي الا 10 بالمائة مما يجري من لقاءات حقيقية.

ان المبادرة العربية للسلام التي اعلنها ملك السعودية الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وتبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002 تنص على ان 57 دولة عربية ومسلمة على استعداد لاقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل في حال وافقت اسرائيل على حل القضية الفلسطينية حلا عادلا يشمل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس واقرار حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين الذين شردوا عن بيوتهم ووطنهم وحل كافة القضايا العالقة بما فيها عودة الاراضي العربية المحتلة في سوريا ولبنان .

ان القيام بعمليات تطبيعية عربية – اسرائيلية تضر كثيرا بنضال الشعب الفلسطيني وسعي قيادته الى تحقيق الاحلام الوطنية بالاستقلال واقامة الدولة وغيرها من قضايا مصيرية تهمه. كما تشكل هذه اللقاءات التطبيعية خروجا على الاجماع العربي ومقررات الجامعة العربية التي اكدت اكثر من مرة ان العلاقة مع اسرائيل مربوطة بحل القضية الفلسطينية وليس قبل ذلك.

سيدرك العرب ان هذه المحاولات المرفوضة من الشعب العربي في كل مكان لن تفيدهم بشيء ما دامت شعوبهم ترفضها وان المستفيد الآن هو نتنياهو ومن بعده اسرائيل التي تحاول ان تجمل صورتها في وقت يتعاظم فيه دور الشعوب الاوروبية والغربية في مقاطعة اسرائيل ووفودها ومنتجاتها وفي الدفاع عن فلسطين وحقها في الوجود ودعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل.