الرئيسية / من هنا و هناك / البطالة تؤرق أبناء الرمثا

البطالة تؤرق أبناء الرمثا

الرمثانت الراي

لم يكن الشباب خريجو الجامعات قبل 2011 يبحثون عن الوظائف الحكومية، مستنكفين عنها، والسبب كما يقول احد الباحثين عن وظيفة ان العمل بالتجارة خاصة مع سوريا والعراق كان متوفرًا وبشكل كبير.

ويؤكد أن اغلاق الحدود خاصة مع سوريا اغلق الكثير من المحلات ومنع الشباب من التجارة البينية التي كانت نشطة بصورة كبيرة جدًا.

ويؤكد غيره من الشباب الباحثين عن العمل أن نسبة البطالة في الرمثا ازدادت في السنوات الاخيرة وقابلة للزيادة رغم ارتفاع نسبة الخريجين من حملة الدرجات العلمية المختلفة.

وظهر تأثير الحالة الاقتصادية للاسر من خلال ازدياد قيمة القروض والديون، وارتفعت الديون التي تزيد عن 500 دينار إلى الضعف وازدادت نسبة الاسر التي عليها ديون في الرمثا إلى 35%.

واظهرت مسوحات ميدانية تم اجراؤها من قبل برنامج الامم المتحدة الانمائي للمساعدة، عكس الاحتياجات الحقيقية وبينت ان 9,2 % من المتعطلين عن العمل في الرمثا مستعدون للعمل ان وجدت الفرصة وان نسبة 77,1% من شباب الرمثا كانوا يبحثون عن العمل.

مصدر في وزارة العمل أكد أن نسبة البطالة في لواء الرمثا 20 % ونسبة الفقر 14,8% مشيرًا إلى أن عدد سكان اللواء يزيد عن 130 الف نسمة زادوا أكثر من النصف من اللاجئين السوريين.

وبين أن عدد المتقدمين لديوان الخدمة المدنية من حملة الدبلوم 201 ذكور و1083 اناث وحملة البكالوريوس 1908 ذكور و3578 اناث والماجستير 92 ذكور و110 اناث وحملة الدكتوراة 11 ذكور و8 اناث.

وبين أن عدد تصاريح العمل للعمالة غير الاردنية بلغت 665 شهريًا، لافتًا إلى أن الرقم زاد عن 8 الاف تصريح سنويًا.

وأكد أن اهم التحديات التي تواجه تشغيل الاردنيين عدم مصداقية اصحاب العمل وعدم رغبة المؤسسات الفردية في الاشتراك في الضمان الاجتماعي وثقافة العيب وعدم تعاون العامل الاردني مع قسم التشغيل والبعض يبحث عن وظائف حكومية.

وأشار إلى أن الحلول تكمن في ايجاد آليات لتحفيز الشركات الاردنية للالتزام باتفاقيات التشغيل ونشر الثقافة العمالية ورفض ثقافة العيب والتركيز على الحد الادنى للاجور وفرض زيادة سنوية وتحسين شروط العمل والاعتماد على العمالة المحلية.

ويؤكد هذا الامر رئيس غرفة تجارة الرمثا عبد السلام ذيابات، الذي أشار إلى أن البطالة تجاوزت 45 % بين شباب اللواء، من حيث فرص العمل المتاحة وتأمين حياة كريمة واستقرار وظيفي لهم.

وأضاف ذيابات أن أكثر القطاعات تأثرًا بالوضع الاقتصادي القائم هي الأسواق التجارية في اللواء وخاصة ما كان يطلق عليه سوق البحارة، حيث اغلقت أكثر من 2500 محل تجاري ابوابها، مبينًا أن هولاء التجار يشكلون ما نسبته 60 % من القطاع التجاري في اللواء.

واكد أن قطاعي الشحن والتخليص تأثرا بالأوضاع وتسببا في زيادة نسبة البطالة في الرمثا، حيث يمتلك أبناء اللواء حصة الأسد من شركات التخليص بواقع 500 شركة من أصل 800 شركة اي ثلثي القطاع، مشيرًا إلى أن 280 شركة أغلقت وفقد نحو 2000 موظف عملهم، بما يعادل ألفي اسرة فقدت مصدر رزقها.

وأوضح ذيابات أن ابناء الرمثا يمتلكون حصة لا بأس بها من الأسطول البري الأردني تصل إلى 30% وبالتالي نالوا حصة وافية من تضرر قطاع الشحن من اغلاق المعابر الحدودية وتشديد الخناق عليهم في بعضها الآخر، مشيرًا إلى أن عدد الشاحنات التي كان يملكها ابناء اللواء في ثمانينيات القرن الماضي زادت عن 15 الف شاحنة هبط الرقم إلى اقل من النصف هذه الايام.

وأكد أن الوضع الاقتصادي في لواء الرمثا يستحق الوقوف طويلًا عنده وتسليط الضوء عليه لمحاولة معالجته وتصويب أوضاعه قبل أن يصل إلى مراحل خطيرة يصعب بعدها المعالجة.

وأضاف أن نسبة البطالة بإزدياد بشكل يدق ناقوس الخطر، مشيرًا إلى أن العمالة الأردنية من أبناء اللواء لحقت بها أضرار جسيمة في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، لافتًا إلى حلول العمالة السورية مكانها ومنافستها مع توسع قاعدة المنشآت السورية والمطاعم والحلويات والمحال والحلاقين.

ويصف رئيس بلدية الرمثا المهندس حسين أبو الشيح أن الوضع الاقتصادي في لواء الرمثا بالصعب، مؤكدًا أن تأثير اللاجئين السوريين على سوق العمل ادى إلى زيادة معدلات البطالة نتيجة ضياع الدخل لبعض الاسر المتكسبة من العلاقة التجارية البينية مع سوريا نتيجة اغلاق الجمرك لفترة طويلة.

واشار أبو الشيح إلى أنه تم انشاء وحدة تمكين المرأة في البلدية لدعم السيدات، مشيرًا إلى قيام البلدية بتأسيس وحدة تمكين المرأة لاعطاء المرأة في لواء الرمثا القدرة على ادارة المشاريع والنهوض اقتصاديًا والتخفيف من البطالة وتذليل العقبات التي تواجهها في كافة المجالات التنموية من تدريب وتأهيل ورفع كفاءة وتوعية ودعم اقتصادي وفتح النوافذ التسويقية امام النساء لدعم المشاريع النسوية الفردية لضمان استمراريتها ومنحها تراخيص المهن المنزلية اللازمة مما يعزز ثقة السيدة بنفسها وقدرتها على اثبات نفسها مهما كانت التحديات تحت مظلة وحدة تمكين المرأة.

واشار أبو الشيح إلى تقديم الدعم العيني للسيدات للمساعدة في اقامة المشاريع المدرة للدخل واقامة المهرجانات والبازارات والاسواق الشعبية لتسويق المنتجات ورفع نسبة مشاركة المرأة في ريادة الاعمال وبناء قدرات المرأة العاملة من خلال تطوير مهاراتهن ومعارفهن في ما يخص الجوانب القانونية والفنية والمحاسبية والمالية وتشبيك السيدات مع الجهات المانحة.

من جانبه اشار مدير اوقاف لواء الرمثا ياسر حجازات إلى أن هناك لجنتين للزكاة في لواء الرمثا تعمل بطريقة التشاركية مع المجتمع المحلي للمساهمة في إيصال المساعدات لمستحقيها من خلال فريق البحث التابع لهذه اللجان.

وبين أن المديرية ومن خلال قسم الزكاة استطاعت توزيع أكثر من خمسة عشر مشروعًا بقيمة إجمالية بلغت ما يزيد عن أربعين ألف دينار إضافة إلى المساعدات العينية والنقدية للأسر الفقيرة والأيتام المعتمدة من قبل صندوق الزكاة الأردني.

وأكد الشيخ الحجازات أهمية التشاركية والتعاون مع المجتمع المحلي لإيصال صدقاتهم وزكواتهم إلى مستحقيها من خلال قسم الزكاة في المديرية ولجان الزكاة التابعة لها.

واشار احمد الزعبي إلى ضرورة تحفيز الاستثمار سواء المحلي أو العربي أو الاجنبي واجتذاب رؤوس الاموال للاستثمار في مدينة الحسن الصناعية، مشيرًا إلى جهود جلالة الملك في هذا الشأن مطالبًا بفتح باب العمل لابناء اللواء في مدينة الحسن الصناعية.

وطالب علاء الشقران بمنطقة حرة والتي ستخفف من البطالة، مشيرًا إلى انها ستكون ناجحة بكل المقاييس وان المناطق الحرة في العالم العربي والاجنبي ساهمت في انعاش الاقتصاد، مؤكدًا ان موقع الرمثا الجغرافي والحدودي وكونها ممرًا دوليًا يؤهلها لان تكون منطقة حرة.

من جانبه بين مدير مدينة الحسن الصناعية التابعة للواء الرمثا هاني الذيابات أن عدد الشركات الصناعية في مدينة الحسن بلغ (141) شركة حتى نهاية شهر ايلول من هذا العام 2019 منها (103) شركات عاملة بحجم استثمار كلي بلغ (272) مليونا و596 الف دينار، مشيرًا إلى انه وبحسب احصائية مكتب العمل في مدينة الحسن فقد وفرت (32621) فرصة عمل.