الرئيسية / جامعات و مدارس / البدور من حارس مدرسة الى المعلم الاكثر تأثيرا في الأردن .. ماذا قال له الملك؟

البدور من حارس مدرسة الى المعلم الاكثر تأثيرا في الأردن .. ماذا قال له الملك؟

التقى جلالة الملك عبدالله الثاني اول أمس الاثنين المعلم عمر البدور الذي بادر بطرق ابواب طلابه في قرية البربيطة بمحافظة الطفيلة لتعليمهم خلال توقف المدارس بسبب أزمة كورونا.

المعلم البدور يقول لـ عمون “لم يدع جلالة الملك فرصة للتعريف بنفسي، فورا قال موجها الحديث لي: الاستاذ عمر البدور.. طرقت كل باب في الاردن هكذا تكون المبادرات”.

اللقاء الذي استمر نحو 45 دقيقة بحسب البدور ضم 7 مبادرين آخرين، لكن جلالة الملك عبدالله ابدى اهتماما كبيرا بمبادرة المعلم البدور.

المثير في قصة البدور أنه بدأ عمله في وزارة التربية والتعليم عام 2010 كحارس مدرسة باحدى مدارس محافظة الطفيلة، وفور تسلمه وظيفته بدأ بتلقي الدراسة الجامعية فتخرج الاول على دفعته بتخصص “معلم صف”، ليتابع عمله بوزارة التربية والتعليم لكن بوظيفة معلم في العام 2015.

المربي البدور حصل على شهادة سفير السلام كأصغر موظف في وزارة التربية والتعليم.

يقول البدور “في بداية عملي كمعلم غضبت غضبا كبيرا لتعييني بمنطقة نائية (البربيطة) تبعد عن مكان سكني في العيص نحو 45 كلم، لماذا وانا الاول على الدفعة، الا استحق التعيين في مكان قريب وحيوي، لكن ما شاهدته من الطلبة بعد ذلك جعلني شغوف بالاستمرار”.

“الطلبة متلهفون للعلم، هذا ما جعلني شغوف بتعليمهم، اما فكرة الذهاب الى خيام ومنازل الطلبة لتدريسهم فألهمتني اليها طفلتي ذات الثلاثة اعوام ونصف، عندما طلبت مني خلال حظر التجول وتوقف المدارس (وايت بورد)، فقررت ان احضه لها ولطلبتي الستة”.

يضيف المعلم البدور، “المسؤولية تجاه الطلبة دفعتني نحو ذلك، هؤلاء طلبة لا يخضعون لرياض الاطفال، ومعظم اولياء امورهم غير متعلمين، ولا يمتلكون وسائل لمنصات وزارة التربية، وانا ادرس الصفين الاول والثاني، فهم يتعلمون الحروف من خلالي، ماذا لو تركتهم في هذه الايام، حتما سيضيع مستقبلهم ويخسرون كل شيء”.

اما معيقات المعلم البدور فكانت كبيرة ايضا بحجم الدوافع، يقول المدرس البدور إنه واجه كثير من المعيقات اهمها المسافة التي عليه قطعها للوصول الى طلبته فخصص 3 ايام في الاسبوع يقضيها بينهم، اما المعيق الاخر كان بمحاولة احباط البعض من الوسط له ولمبادرته، لكنه تغلب على ذلك بدعم الاخرين كمديرة التربية التي حفزته وحاولت تسخير الامكانات له.