الرئيسية / كتاب الموقع / اقول وداعاً …

اقول وداعاً …

 أيمن الشبول
في هذا اليوم والذي يصادف يوم انفكاكي عن العمل في التربية والتعليم ….
فانني أودع وبكل حرارة هؤلاء الأخوة  …
  أودع كل الصادقين والمخلصين والجادين في وزراة التربية واقول لهم ومن كل قلبي : وداعاً …
أودع كل الاداريين الجادين والصادقين والمخلصين و الطيبين والمتعاونبن ….
واقول لهم ومن كل قلبي :
وداعاً …
أودع كل الأخوة والزملاء المعلمين الخلوقين الجادين المخلصين الصادقين والطيبن الراقين الكارهين للنفاق وللمنافقبن … واقول لهم من كل قلبي : وداعاً …
أودع الأخوة المعلمين الذبن فهموا عظمة الرسالة التعليمية التي تصدوا لحملها ….
لكل هؤلاء جميعا …
أقول ومن كل قلبي : وداعاً ….
اما البقية المتساقطة والتي افتقدت كل قيمة للصدق والاخلاص والجدية …
اما البقية المتساقطة والتي افتقدت الاخلاق والقيم وافتقدت القدرة على العطاء والإيجابية …
وامتهنت النفاق والخداع والمراوغة والدجل والكذب سبيلاً للعيش ووسيلة للصعود …
كل هذه الحثالات وسواء وجدت في وزارة التربية أو الصحة أو العدل …. او كانت في غيرها من الوزرات والدوائر والمؤسسات …
فانني اقول لهم جميعا  :
الله ينتقم منكم … وتباً لكم …
الله يخلصنا ويخلص كل مؤسسات ودوائر ومجتمعات الاردن والأمة العربية منكم ومن شروركم ؛ أيها الأنذال والهمج  ..
لإنكم كنتم ولا زلتم يد الشيطان اللعينة و التي تدمر مستقبل الأجيال وتذهب بالوطن وبالشعب إلى الهاوية …
كنتم ؛ أيها المنافقين والوصوليين ؛  ولا زلتم مجرد أدوات قذرة تقاوم الخير والخيرين …
وتقتل كل محاولة جادة للتقدم وللصعود والارتقاء بهذا الوطن …
في صبيحة هذا اليوم تقاعدت من سلك التعليم الأردني بعد خدمة مستمرة ل30 عاما …
خدمة ستبدو للمراقب والمتأمل طويلة جداً …
ولكنها مرت علي وكأنها ومضة في ليل  …
وهكذا هي الحياة الدنيا …
حتى و لو طالت وامتدت وتزاحمت فيها الاحداث والخطوب العظيمة …
فانها ستبدو لنا وفي لحظة الرحيل …
يوما أو بعض يوم … !!!
اترك رسالة التعليم اليوم …
رسالة الأنبياء والرسل  …
اترك مهنة صناعة وتأسيس وبناء العقول وتربية وتهذيب واعداد النفوس الواعدة ……
اترك المهنة الجليلة التي عاشت فيما مضى عصورها الذهبية المشرقة قبل ءن تبدا بالتراجع وبالانحدار …. متاثرة بسياسات التجريب والتغريب او …. و التشريق  …
وهي السياسات التي انتهجها وزراء
سعوا لإحداث أية لمسة واي شيء يذكر …
خلال فترة وجودهم في وزارة التربية والتعليم ولا يهمهم مهما كان شكله ولونه وخطره …
فضاعفوا من مشاكل المدارس ومن وجع التعليم ….
والغالبيتهم المطلقة من كل هؤلاء …
لم يكن سعيهم مشكورا …
تغادر مهنة التعليم اليوم وهي تعاني وبشدة من أزمات خطيرة في القيم والأخلاق والتربية …
طالت أثارها السيئة غاليية من الطلاب …
ولم يسلم من شرور تلك الأزمة الاخلاقية والتربوية المدرسين الجدد والذين درجوا فيما سبق على تلقي تعليمهم في نفس هذه النوعيات
من المدارس …
والتي أهملت الجانب التربوي والمسلكي واسقطته من قواميس عملها …
أترك مهنة التعليم اليوم وهي بأسوا أحوالها ….
ولا تغرنكم العلامات الجنونية والخيالية للتوجيهي الأردني والتي شاهدتموها في هذا العام …
فهي مجرد فقاعات للتورية …
انها محاولة من المعنين والمسئولين لطمس وتغيب الحقيقة عن العيون ….
محاولة لإظهار عجوز متهالكة بوجه حلو جميل  …
ان ءكثر ما يؤلمني وانا أغادر المدارس اليوم…
ليس تراجع وتهاوي التعليم الأردني فقط ….
ولكنه تراجع وتهاوي منظومة القيم والأخلاق والتربوية والسلوكية ….
والتي انحدرت وبشكل متسارع في مدارسنا …
مما أثر سلبا على المجتمع الأردني بشكل خطير …
فشاع بين الموظفين الجدد السرقات والرشاوى والفساد …. الخ
وانتشر بين شبابنا الإجرام وتعاطي الخمور و المخدرات والإنحراف والشذوذ ….
حتى وصلنا أخيراً إلى مصيبة الإنتحار والتي تفشت وكان أبطالها شباب فارغ ومهزوز ومهزوم …
يلجأون للانتحار ولاتفه الأسباب ….
كم مرة طالبنا وكم مرة سعينا خلال خدمتنا الطويلة لإعادة عكس المؤشر التعليمي والتربوي ليعاود ثانية الصعود …
ولكن القوى الفاعلة والمالكة للقرار ….
القوى الساعية لضرب التربية والتعليم الأردني ولضرب مستقبل الوطن والأجيال كان تأثيرها أقوى منا ومن ارادتنا …
نسال الله تعالى أن يسامحنا على كل تقصير بدر منا  …
ولا نستطيع إدعاء الكمال …
فكل من يعمل في منظومة متهالكة سيجد نفسه وفي لحظات معينة منساقا ومستسلما لواقعها السيء والرديء والمتسيب والمترهل  ..
نسال الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة …
والحمد لله رب العالمين …