الرئيسية / كتاب الموقع / إلى أم الشاب محمد العزايزة الزعبي

إلى أم الشاب محمد العزايزة الزعبي

إلى أم الشاب محمد العزايزة الزعبي الذي قضى إلى رحمة الله تعالى في الرمثا قبل أيام إثر حادث مؤسف، وظهرت نتيجته في امتحان التوجيهي اليوم بمعدل 98.4.

لا تجزعي أم محمد
بالأمس رحل محمد مع قطار الليل، ودع صمت الكلام وأمنيات الفجر. رحل بالأمس محمد بعدما سقى الغمام وندى الصبح وعزف مع العصافير اغاريد السحر. مات محمد ومات معه نداء الأم الثكلى تصارع مضجع الألم، تبكي حسرةً وغصةً في يوم الفرح والزفة. تنهمر دموع أم محمد اليوم أنهاراً مع كل كتاب وعلامة، تنفجر ينابيعاً في ثنايا السطر والحرف والكلمة، كلما قلبً صفحةً في أتون السهد والسهر وليالي البرد والعتمة، مع كل قطرة من حليب عزة وإباء، مع كل خفقة يتناوبها الشهيق والزفير، مع كل هزة سرير وقت الرقاد، مع كل قبلة طبعتها على جبينه ولثمت بها وجه القمر، منذ الطفولة الأولى وشباب قضى مبتسماً قبل موعده وميلاده، قبل أوانه واحلامه، غفا في الجفن ونام في المقلة يسبح في مآقيها.
لله درك أيا أم محمد، ضاع قلبك اليوم وانشطر على اسوار الحزن، أضحى فارغاً مثلما قلب أم موسى، انشطر معه قلب الفرحة والناس؛ إذ يقيموا اليوم مرة أخرى بيت عزاء، يتقبلون التهاني بفسيلة الطيب والخير التي نبتت في بستان عمرك، يحتفون بعبقرية محمد، بالجد والتعب والإنجاز، يشتَمون عبق التربية الصالحة في حديقتك الخضراء، يقطفون ثمار عرقك الذي انساب على جبين حياتك وفي نعيم جنتك النضرة وقطوفها الدانية، جنة محمد وحديقته الغناء، في روضة الأنبياء.
لا تجزعي أم محمد، فغداً سترين محمداً في عيون الشمس، يهلل وجهه في زرقة السماء، سيأتيك محمد مستلاً سيف الفخر والكبرياء على اجنحة الملائكة وفوق أمواج الريح، ، ستسمعين صوته الحاني مع حفيف الشجر وأنغام سنابل القمح التي زرعها اجداده في صفحات الأيام والزمن البعيد، سيبعث لك ذكرى حنين وبعض صور بريئة من الطفولة وأيام الصبا، وسينادي: أمي…أنت الروح في الجسد، كلما ناديتك أمي…حسبت الدنيا ملك يدي.
لا تجزعي أيا أم محمد، فاليوم نذرف معك دموع الحزن والفرح، نشاطرك الألم والفخر، نتقاسم معك الفجيعة والزفة. ومساءً، سيحمل إليك النشامى شموع الشهادة والعبقرية، على أكف السلوى وأكتاف العرفان، سيأتيك النشامى مع طيف محمد شاكرين، مع ذكرى حبيبك العبقري سائلين…له الرحمة والفردوس في عليين، داعين لك وأبيه ولأهله أجمعين بالصبر الجميل، فتلك شيم اهل العلياء في الشمم والقمم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
د. عبدالله الزعبي.

5 تعليقات

  1. رحم الله محمد وادخله فسيح جناته… ان شاء الله نحسبه شهيدا

  2. محمود ذيابات

    ابدعت دكتور عبد الله لدرجة اني لم اتوقف عن البكاء طيلة قراءة المقال

  3. كم هو رائع ان نترحم على شاب متميز متفوق نحسبه عند الله شهيدا وقد توفي في طريقه الى المسجد – شكرا للرمثا نت وللكاتب الرائع الدكتور عبدالله الزعبي – ولا نقول الا ما يرضي ربنا وإنا لله انا اليه راجعون.

  4. الله يرحمه ويجعل مثواه الجنه ويلهم أهله الصبر يارب

  5. لا حول ولا قوة الا بالله
    احتسبي عند الله يا ام محمد
    حسبنا الله أنا لله وأنا اليه راجعون
    احسنت يا دكتور عبدالله على مواساتك الطيبة
    لا اراك الله بعزيز مكروه