الرئيسية / كتاب الموقع / أيها الغانم الضرغام

أيها الغانم الضرغام

أيها الغانم الضرغام
يغمر الإرتياح الخجل خلجات الخاطر حين تصعد ملامح الفروسية وقسمات الفراسة منابر الوغى، عندما يسيح المسمع صوت مُعبر بارعٍ ينطق بالضاد وفصاحة البلغاء، امرؤ سمح الخليقة من خير عنيزة، تعلو محياه سمرة حنطية، تجمل سيمائه سمات النجابة والشجاعة وتسمو به أجنحة الخلق والمروءة فوق جراح القربى وجور الجيرة والجوار. تدك خطبه منذ حين جدران الصمت وأقنعة الخديعة إذ تحسبه ينثر العبر والمعاني على امتداد القوافي والرمال، تطرب لها الأنفس الجريحة وتتجاوب أصداؤها في اطراف البادية وسفوح الوجوه المتعبة المنكسرة من وقع الخزي، في ديار طال فيها العار واستقرت الهزيمة حتى وجد الهوان لهه متكئاً.
هو هكذا، أحد آخر رجال العرب، من أفق الشمس في المشرق يشرق محياه، من الكويت حيث يرأس مجلسها، مرزوق الغانم، إبن أول عربية تقود جامعة في الخليج، يجتمع العلم فيه والجاه والرجولة إذ يواصل كالليث صولات الحق في أزقة الصفقات والخنوع، يبحر في قوارب الإقدام دونما خجل، يصارع أمواج الباطل والتطبيع الآثم، تراه اليوم من عمان يطلق فتوة التحريم في السياسة والضمير النائم المرتجف، ودوماً يأبى أن يصافح صهيون ويده الملطخة بدماء الطفولة وبراءة الدموع في أرض الأنبياء. يخترق الصدق في نبرة صوته الجش متاريس اليأس وحواجز القنوط. يدرك ، مثلما كل القابضين على جمر العروبة، جسداً وحضارة ومجد تليد، أن صهيون مزق الفرات إرباً وجفف النيل، نصب المآتم في الشام ومنذ أمد في بيروت، وقبلها في عمان إذ زرع أيلول، في صنعاء وطرابلس وتونس وعينه اليوم غرباً صوب شهداء التحرير وكل بقعة تنطق بالعربية ولسان مبين. يرى ذاك الغانم الذي يتشح بالإباء وصلابة الصحراء أن فلسطين ليست سوى بوابة يخترق منها العواصم والبوادي والأرياف ثانية بمفتاح العلاقمة وداعش ومتصهينين ينطقون بشبه ضاد، يعري الخبيث الذي ينتشر في البدن وينهك الروح الهشيم، يعي أن اسرائيل مجرد حملة صليبية استوعبت التاريخ فاستبدلت الصلبيب بالشمعدان.
تحية محبة للغانم فباع الشرق عنه تقصر، وذكره مع الأيام سيبقى ليس بفانِ، ما دام على العهد يبقى ويحمل صدق الصبر وصوت الحق في كل المحافل. سلام عليكم أيها الغانم، فلك عزم عنترة قد أقد من الجبال، إمضي وأحمي عرض القدس وأنصر قومك على صهيون والعداة، سر بهمة الضرغام والصخر والراسيات فما زال في بيداء الأمة من يشد على أياديكم ويجزي لكم السلام.
د. عبدالله الزعبي.

تعليق واحد

  1. كل الاحترام والشكر للدكتور عبدالله على هذا الوصف اللائق الوصف لذلك الليث الشهم الشامخ