الرئيسية / كتاب الموقع / أوراق صغيرة

أوراق صغيرة

مصطفى الشبول

في قصة جميلة (ربما قرأها البعض أو سمع عنها) يرويها أحد القضاة في المحكمة الشرعية ، حيث يقول : جاء زوجان إلى المحكمة يُصرّان على الطلاق وعلى إنهاء حياتهما الزوجية ، فقمت بتأجيل الجلسة إلى إشعار أخر (لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) … وعندما حضر موعد الجلسة جاء الزوجان وقد ازدادت رغبتهم بالخلاص والطلاق ، فأجلّت الجلسة وهما بقمة الانزعاج من التأجيل ، وفي المرة الثالثة حضرا و هما على نفس الشاكلة …فطلبت من الزوج أن يجلس على الكرسي وأعطيته ورقة وقلم وطلبت منه أن يكتب عشر حسنات يراها في زوجته ( فقط حسنات ) .. وبعد الانتهاء طلبت من الزوجة أن تكتب بالمثل (عشر حسنات في زوجها ) ، وبعد الانتهاء طلبت منهم أن يقرأ كل واحد ما كتب له الآخر بالسر و بالصمت … فبدأ الزوجان بالقراءة وبدأت الابتسامة تُرسم على وجوههم وبدأت النظرات تُسترق إلى بعضهم البعض مرة بخجل ومرة بجراءة والابتسامة لا تفارقهم … يقول القاضي : فقمت وخرجت من الغرفة وتحججت بمسالة ما، وتركتهم لمدة عشر دقائق لوحدهم …ولما عدت سمعت منهم همساً فيه حب وعتاب ، فطلبت منهم أن يخرجا ويأتيا في الغد من أجل إكمال عملية الطلاق وهمست في أذن الزوج يا حبذا لو دعوتها لتناول الطعام في المطعم …وفي اليوم التالي عادا الزوجين ويداهما متعانقتين والبسمة لا تفارق وجوههم ، فسألتهم : هل اثبت الطلاق ؟ فقالا بصوت واحد : لا… إياك أن تفعل ، نحن عدنا بالأمس وانتهت كل المشاكل …يقول القاضي : فرحت كثيرا برجوعهم ولغاية الآن لا أعلم ماذا كتبا في الورقة لبعضهما.
فما أحوجنا لمثل هذه الأوراق التي نُسطّر فيها حسنات بعضنا البعض ، ونكتب فيها تلك المواقف الجميلة التي عشناها والمحطات الرائعة التي مشت ومشينا فيها ، دعونا نكتب مثل هذه الأوراق الجميلة ونضعها في بيوتنا ونرجع إليها كلما حصل اختلاف أو سوء فهم …ولا نقتصر على حفظ الأخطاء والزلّات ونفردها ونعرضها عند أول نقاش أو قضية ما ، وننسى كل معروف حصل ونمحوه ونمسحه بأول تقصير أو إشكال بسيط كما يفعله بعض الناس وعلى قول : ( بحياتي ما شفت يوم مسعد معك، أو من يوم ما أخذتك وحياتي قلبت جحيم ، شوف فلان كيف عامل مع زوجته الذهب واصل لأكتافها ، وهو يرد : أنت غيمة سوده بحياتي ، ومن يوم ما أخذتك نقص وزني النص ) …
دعونا نجعل لأصدقائنا ولإخواننا ولجيراننا أوراقاً نكتب فيها المواقف الحسنة والطريفة ، نعود إليها ونقرأها بين الحين والآخر كي تبقى قلوبنا مزروعة بالود والمحبة ، وكما يقولون: اذكروا محاسن مواتكم، نقول اذكروا كذلك محاسن أحيائكم ومحاسن من حولكم لأنها تُقَرّب القلوب من بعض وتجعلها بيضاء …

تعليق واحد

  1. والله يا اخ مصطفى انت حكيت واعترفت انها قصه جميله اي لا تصلح الا ان تكون موضوع تعليله..
    والقصص دايما بعيده عن الواقع يعني بتنفع عالفيس بوك او غير من محطات التواصل الاجتماعي …
    اما عالواقع الها معنى واحد فقط
    وانو اذا تم تطبيق القصه فعلى ابليس ان يزم براطمو ويضل بالهند…لأنو انا متأكد انت نفسك ما راح تقدر تطبق الحكم والمعاني اللي بتنشرها عالفيسبوك…

    عمي ناس معها انفصام بالشخصيه…. بكتب حكمه عن العدل والمسامحه عالفيسبوك وبنفس الوقت بمر من جنب اخوه وما برد عليه السلام